المصير القاتل
"لا هرب من الموت" شعار
رفعة الجزء الخامس من فيلم "Final Destination"
والذى بدا الموت من خلاله فصلا جديدا من الصراع مع مجموعة من الشباب بعد هربهم من
قبضته ورفض كل محاولات خداعة، الفيلم بدأ البداية التقليدية التى سبق تقديمها فى
الأربعة أجزاء الماضية بداية من عام 2000، وحتى عام 2009 والذى عُرض بتقنية الـ "3D"،
الإختلاف فقط فى نوعية الحادثة والأبطال.
حادث الجزء
الخامس يقع فوق أحد الكبارى المعلقة والتى
تجرى بها إصلاحات ويؤدى إشتداد الرياح إلى كارثه محققة تتلخص فى إنهيار جزء كبير
من الكوبرى.. عدد الهاربين من قبضة الموت هذه المرة ثمانية والسبب للمرة الخامسة
حلم يراه سام أثناء سفره مع مجموعة من زملائه فى العمل إلى معسكر تدربيى بصحبة
مديرهم، بالطبع الحلم يوضح طريقة موت كل فرد من المجموعة بإستثناء شخصية واحدة هى
مولى حبيبة سام صاحب الحلم، والذى انتهت رؤياه بموته ولم يتحدد مصير مولى حبيبته
وصديقتهم الثامنة والتى نجح سام فى أن يجعلها تعبر للجانب الآمن من الكوبرى،
بالطبع استغل مخرج الفيلم ستيفن تقنية الـ "3D"
أحسن إستغلال فى مشهد الكارثة عارضا حادثه موت كل شخص من مجموعة السبعة والتى
تنوعت ما بين السقوط على صارى يخت يمر تحت الكوبرى، والموت غرقا مع الاوتوبيس الذى
كانت تستقله المجموعة، وحرقا بالقطران المغلى بعد إنقلاب السيارة التى تحملة، وعدد
أخر من الحوادث تعمد المخرج أن تُفزع المشاهد ولكن بشكل أقل دموية من الأجزاء
الثانى وحتى الرابع.
بالطبع يصحو
سام من غفوته حاملا الإحساس اليقينى الذى يصيب كل ابطال السلسلة بضرورة مغادرة
الأتوبيس إلى مكان آمن، بالفعل يهرب الثمانية من مصيرهم إلى جزء غير منهار من
الكوبرى يقودهم إليه سام، الذى وبعد نجاته من الحادث واجهة إتهام من المحقق جيم
بإخفاءه معلومات او ربما أنه المتسبب فى الحادث بشكل أو بأخر .. لكن تقرير المعلم
الجنائى يأتى حاملا ان الرياح هى السبب والإصلاحات على الكوبرى اضعفته، ليخرج سام
وأصدقائه من قسم الشرطة مواجهين الموت دون أن يعلموا أكثر من انهم ناجون ولا
يعلمون ما يحضره الموت لقبض أرواحهم التى هربت من قبضته فى الحادث، أول ما صمم لها
الموت حادثه وفاتها هى كانديس حبيبة بيتر صديق سام المقرب، وبالطبع هما من مجموعة
السبعة، والتى اظهر الفيلم تفاصيلها بكل عناصرها للدرجة التى تجعلنا نعتقد أنه
هناك اكثر من سيناريو لموتها فى حال فشل أيهما بالشكل الذى يجعلنا نتسأل من أين
يأتى الموت؟ ، لكن فى نهاية المشهد وبعد التشويق تموت كانديس بطريقة بشعة فى صالة
الجمباز التى تتدرب بها بسيناريو واحد فقط صممه الموت بعناية ضاربا عرض الحائط كل
توقعات من يشاهد الفيلم.
حتى هذه
اللحظة أحداث الفيلم تحمل نوعا من الرتابة ناتج من تكرار نفس الأحداث فى الأجزاء
السابقة، الأختلاف فقط فى الأحداث والأبطال، فالمتابع الجيد للسلسلة يعلم جيدا أن
كانديس ستموت بشكل او بأخر فهى رقم (1) فى لستة الموت ولا تملك اى رصيد للنجاة مرة
اخرى نظرا لان زملائها لا يعلمون ما ينتظرهم من مصير، فقط وحدة المشاهد يعرف ...
وهو المصاب بالملل من التكرار، الفارق الرئيسى فى هذا الفيلم عما سبقة هو إستغلال
موت كانديس فى إضافة خط درامى جديد للفيلم هو تاثر بيتر بموتها وحمل نفسة مسئولية
موتها، تطور هذا الخط بعد إكتشاف مع
إستمرار حوادث موت افراد مجموعة السبعة حتى يكشف الطبيب الشرعى الذى يلاحظ بيتر
تواجده فى كل مكان يموت فيه أحد أصدقائه أنهم لم يكن من المفترض لهم الحياة وانهم
خدعوا الموت الذى يطاردهم طالبا اروحهم لكن من الممكن أن ينقذوا انفسهم من الموت
لو قتلوا أشخاصا آخريين لم يكن من المفترض أن يموتوا حتى يمكنهم الإستمتاع بما تبقى
من حياتهم.
تنجح الفكرة عندما يطبقها ناثان أحد الناجيين من حادث الكوبرى وينجح فى خداع الموت فعلا عندما
ينجح فى قتل احد العاملين معه فى المصنع بدلا منه، ليتفادة الموت ويذهب للتالى فى
القائمة، لتتأكد صحة النظرية.. فى نفس الوقت تزداد كآبه بيتر ومع تأكده التام انه
من الممكن ان يخدع الموت ويعيش يقرر قتل مولى صديقة بيتر بعد أن يخبره أنه أنقذها
فى حلمه فيزداد حقد بيتر ويقرر أن يقتلها لانها حسب رايه السبب فى موت كانديس وأن
سام سعى لإنقاذها هى فقط دون الإهتمام بالآخرين، لم يستغل المخرج الخط الدرامى
الجديد على السلسلة بشكل جيد وجاء أداء الممثلين سطحيا كما هى العادة فى هذه
النوعية من الأفلام التى تعتمد بشكل رئيسى على ممثلين مغمورين غالبا لا نراهم مرة
اخرى إلا فى افلام تلفزيونية.
نهاية
الفيلم مثلت فجوة كبيرة فى بناء الأحداث فى اجزاء السلسلة بالكامل، ففى الوقت الذى
نكتشف فيه أن احداث الجزء الخامس سابقه لإحداث الجزء الأول، وفى كل من الأجزاء
السابقة ومن خلال بحث الأبطال فى كيفية الهروب من مصيريهم المحتوم يكتشفون الحادثة
التى سبقتهم، بالطبع لم تذكر حادثه الكوبرى المعلق فى أى من الأجزاء السابقه، كما
أن الإشارة إلى أن الموت من الممكن خداعة ونجاح هذه الفكرة لم تطرح فى ايا من الاجزاء
السابقه على الرغم من تركيز الأجزاء السابقة على إظهار الحوادث فى الأجزاء التى
تليها، فقط فريق العمل بالفيلم قدم نهاية مثيرة ليختم بها الجزء الخامس دون النظر
إلى ما تحدثه من تاثير فى سير الحداث بالسلسلة ككل، يبقى فقط الممثل والمنتج
والكاتب ديفيد كوشينر وهو الذى قام بدور دينيس مدير المجموعة بالعمل، والذى أضاف
لشخصيته بعدا كوميديا على الرغم من طبيعة الفيلم التى تصنف على انها اثارة ورعب،
ونجح فى سرقة الضحكات او الإبتسامة على اقل تقدير حتى فى مشهد موته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق