تيتة رهيبة
فيلم يعرف كيف يختار جمهوره وسميحة أيوب تعود كما لو كانت على خشبة المسرح
طفل صغير يتلقى مجموعة تعليمات واوامر من جدته راوية التى
تعامله بمنتهى الشدة ولا تتهاون معه إطلاقا، كيف ذلك وهى المسئولة عنة وعن
تربيته لكن هذه القسوة خلفت على مدار السنين رجل يخشى من كل شى، يخشى حتى
من أن يصارح الفتاة التى يحبها منار(ايمي سمير غانم) بمشاعره، جدة رمان (عبد الرحمن
أبو زهرة) تولى محاولة إنقاذ ما دمرته الجدة التى تقوم بدورها سميحة أيوب،
لكنة يموت فجاه فيحاول رؤوف، محمد هنيدى فى الفيلم الذى أصبح يبلغ من
العمر 40 عاما الإعتماد على نفسه والدفاع عن حبه ويطلب منار للزواج.
يناقش فيلم "تيتة رهيبة" العلاقات الاسرية والتربية وأثرها من
خلال إطار إجتماعى حمل عبء أن يكون كوميديا محمد هنيدى الذى لم يعتمد على
الافيهات ولم يبالغ فى اداء الدور كما هو معتاد منه بإستغلال ملامح وجهه
أو تكوينه الجسدى، ولم يقدم ايضا الاغنية التى اعتاد أن يقدمها فى كل
افلامه وعلى الرغم من كون شخصية رؤوف مبالغ فيها نادرا ما تجدها بكل
تفاصيلها فى الواقع الذى نعيشه، لكن هنيدى نجح فى تقليص الفارق بين الخيال
والواقع من خلال أداءه لشخصية رؤوف، كذلك الحال مع شخصية إبراهيم أخو منار
(باسم سمرة) وهو بلطجى من منطقة شعبية والذى سبق وقدمه باسم من خلال عدة
اعمال سابقة لكن وقوف إبراهيم عاجزا امام الجدة راوية دائما هو ما اعطى
للشخصية بعدا كوميديا.
سميحة ايوب ايضا وعبد الرحمن ابو زهرة وعلى الرغم من صغر مساحة
دور الأخير، قدما شخصياتهما فى الفيلم باحترافية شديدة وعلى الرغم من جدية
دوريهما، خرجت الكوميديا من خلال الإختلاف الشديد بين ما يمثلونه من جدية
مع طرافة الموقف من ناحية أخرى، وكان واضحا أنه لا توجد ممثلة أخرى تستطيع
القيام بشخصية راوية التي جسدتها سميحة أيوب وكأنها تقف على خشبة المسرح،
على عكس محمد فراج، وإيمى سمير غانم اللذان لم يضيفا اى جديد، فجاءت
شخصيته فراج فى الفيلم وهو صديق رؤوف غير مهمة ولم تؤثر من قريب أو من بعيد
فى شخصية رؤوف دراميا، وإيمى لم تقدم اى جديد او تميز عما قدمته من قبل.
سيناريو يوسف معاطى بسيط جدا على مستوى الفكرة والشخصيات ولم
يختلف كثيرا عما اعتاد تقديمه من قبل والشخصيات فى احيان كثيرة بدت كرتونيه
ومبالغ فى تصرفاتها إلى حد كبير، لكن هذا لم يمنع المخرج سامح عبد العزيز
من ان يصنع فيلما جيدا يصلح ليكون فيلما اسريا لا يحمل حواره افيهات خارجة
سواء لفظية او بصرية، ونجح ان يصبح فيلما متماسكا بإمكانيات بسيطة فغالبية
المشاهد لم تتعد شقتى رؤوف ومنار، والشارعين اللذان يقطنان بهما، والسوبر
ماركت الذين يعملان به، وهو ما يجعل الفيلم موجهة لشريحة كبيرة من الجمهور
الذي يبحث عن أفلام عائلية تناسب الاطفال وتجلب بعض الضحكات في الوقت نفسه
وهو ما يفسر الاقبال الكبير على الفيلم مقارنة بفيلمي "بابا" و" مستر اند مسز
عويس".
الفيلم لم يتعرض للاحداث السياسية من قريب او من بعيد على عكس
ما اعتاد هنيدى تقديمه فى بداياته، حيث كانت القضايا السياسية الكبرى تحتل
مساحة من افلامه وكانت تناقش بمنتهى السطحية، فقط اشارة سريعة لدور
المدونين والمحامين فى التاثير من خلال مشهد واحد فقط فى الفيلم حيث ضابط
الشرطة (خالد سرحان) الذي يغير من معاملته لرءوف بعد وصول الفيديو للفيس بوك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق