The Dark Knight Rises
قراءة مختلفة لشخصية باتمان وكريستوفر نولن هو البطل
باتمان يتحمل كل اللوم وحدة لنصرة افكاره ومبادئة، وللحفاظ
على وحدة وتماسك المدينة التى يراعاها "جوثام"، انتهى الجزء الثانى من ثلاثية
كريستوفر نولن بمقتل هارفى دنت على يد باتمان ليتفق مع صديقة مفوض الشرطة
جوردون (جارى اولدمان) على أن يتحمل وحدة تبعات قتلة هارفى بعد أن تحول إلى
جانب الشر وحاول قتل أبن جوردون، فقط ليظل هارفى رمزا لفرض سيطرة العدالة
والقانون على جوثام، يبتعد باتمان عن الصورة ويظل مطاردا وتنجح شرطة "جوثام"
فى فرض عدالة واستقرار على المدينة المظلمة المليئة بالمجرمين، المدينة فى
الجزء الثالث الذى يحمل عنوان صحوة فارس الظلام مشرقة تسير وفق قواعد
منسوبة لهارفى دنت يعمل على تطبيقها جوردن، لكن هذا الاستقرار يموت مع ظهور
باين (توم هاردى) أحد افراد عصبة الظلال التى كونها راس الغول مدرب باتمان
(ليام نيسون) والذى يحاول ان يفرض نظاما جديدا، مما يضطر باتمان (كريستيان
بيل) إلى الخروج من عزلته ومواجهته.
منذ ظهور شخصية باتمان عام 1939 على يد بوب كاين، وبيل فينجر
لم يستطع مخرج أو كاتب أن يستخلص كل هذة الأبعاد النفسية والفلسفية فى
شخصية باتمان، وذلك على الرغم من كون شخصية باتمان أو المليونير العابث
بروس وين تحمل خطا ميلودراميا لم تحمله أى شخصية فى مجموعة ابطال شركة "دى
سى كوميكس" والتى تضم العديدين على راسهم سوبرمان، وفلاش، هو الوحيد الذى لا يملك
قوى خارقة ولم ياتى من قارة مفقودة أو كوكب مدمر، هو الوحيد الذى يحمل كما
من البؤس لا يحمله غيرة مثله كمثل مدينته التى يحميها، وكذلك الحال مع
أعداءه الذين يحملون طابعا مختلفا، وحدة كريستوفر نولن الذى ملك الرؤية
ليظهر باتمان بهذه الصورة ويحوله من مجرد بطل يحارب الجريمة بسبب ثار شخصى
إلى شخص يصدر فلسفته الخاصة، نولن منح شخصية باتمان فى الجزء الثالث من
الفيلم بعدا أعمق من صانعى الشخصية انفسهم، ولن يستطيع أى مخرج سينمائى أن
يقترب من هذه الشخصية مرة أخرى لسنوات طويلة مقبلة.
نولن لم تظهر عبقريته فقط فى تعميق الفكرة وإضفاء بعدا جديدا
على الشخصية بالشكل الذى ظهرت معه مختلفة كل الإختلاف عن كل ما قُدم من
قبل، بل أمتد إلى قيادة فريق عمل ضخم على رأسه ممثلين من اجيال وتيارات
فكرية مختلفة داخل هوليوود، البعض حصل على الأوسكار والبعض ترشح لها، اسماء
يكفى واحد منها أن يتصدر افيشات أى فيلم وحدة، بخلاف أن كريستوفر نولن
يتعاون مع هذه الأسماء بشكل متكرر فى افلامه المختلفة، لكنة دائما وعلى
الرغم من الفترات الزمنية القصيرة التى تصدر بها افلامه بنجومه المكررين
الا انة ناجح جدا فى أن يجعل من كل شخصية بصمة مميزة لن تتكرر ابدا حتى لو
تكرر وجود الممثل فى فيلمين من افلامة، نولن لم يلجأ للخدع البصرية واعتمد
على معالجة أخوه جوناثان للفكرة والتى شارك هو ايضا فى كتابتها، هذه
المعالجة اعطت للممثلين جميعا مساحات أكبر لعرض امكانيتهم، خاصة وان جميع
الشخصيات مركبة وعلاقاتها متشابكه لحد يجعل جزء كبير من النجاح فى تنفيذ
الفيلم يقع على قدرة الممثلين فى عرض الشخصيات التى يؤدونها.
الموسيقى التصويرية فى الثلاثية لهانز زيمر لكنها فى الجزء
الثالث حملت توزيعات مختلفة، ولم تاخذ نفس الحيز الذى احتلته فى الجزئيين
السابقين، ليعوض نولن الفراغ بإستخدام اصوات الكورس ليصنع بهذه الاصوات
موسيقي تصويرية من نوع مختلف الا انها تحمل نفس الطابع التصاعدى المناسب
جدا للاحداث المتلاحقة، توم هاردى وقع تحت ضغط أكثر من باقى الممثلين فهو
لم يخلع قناعة الذى يغطى الجزء الاكبر من وجهة الذى يعتبر اهم اداة يمكن أن
يعبر بها الممثل، لكن هذا لم يقلل اداءه التمثيلى على العكس ففى بعض
المشاهد نجح فى توصيل التعبير بعينة فقط حتى دون الحاجة إلى الكلام، لم
يختلف اداء باقى الممثلين عن مستوى هاردى وأن كانت مهمتهم اسهل فهم يخلعون
الأقنعة اغلب الوقت فى الفيلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق