الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

Harry Potter and The Death Hallows: Part 1

مقدسات الموت
اجتمعت كل التناقضات فى الجزء قبل الأخير من السلسلة، الإحباط مع الإصرار، الشك مع اليقين، الشجاعة مع الخوف، كم من المشاعر تندفع تجاه المشاهد خلافا لكل الأجزاء السابقة، ليصبح هذا الجزء هو الأفضل من حيث كبر المساحة الدرامية، حيث تتجمع كل الخيوط التى نسجتها جى كى رولينج على مدار عشر سنوات، لتصنع بداية نهاية لأسطورة أرتبط بها محبوها على مدار السنوات الماضية.
تبدأ الأحداث بهرب أسرة هارى لمكان أمن بعد انتشار أخبار سيطرة فولدمورت على عالم السحرة، تاركين "هارى" خلفهم، وسرعان ما يصل أصدقاءه من جماعة العنقاء، هيرميونى، ورون وأخوته جورج، وأرثر، وماد آى، وهاجريد الذي يقوم بحماية هارى شخصيا، حيث وضع ماد آى خطة لتهريب هارى إلى أرض السحرة، عن طريق تحويل ستة من أصدقاء هارى إلى أشباهه باستخدام جرعات من محلول سحرى تجعل من يتعاطها يبدو مثل هارى تماما، وأثناء تنفيذ الخطة، يصاب أخو رون، ويموت ماد آى، لكن يصلوا جميعا إلى منزل أل ويسلى، ليبدأ بعدها التجهيز لحفل زفاف أخو رون الكبير، وسط حماية مشددة من السحرة لمنزل آل ويسلى مقر الاحتفال، وبالطبع كما هو متوقع يهجم أتباع  فولدمورت على حفل الزفاف، لكن هارى، ورون، وهيرميونى، يستطيعوا الهرب لتبدأ رحلة الأحباط، حيث ينعزل الثلاثى عن كل من يعرفوهم مستغلين عدة تعاويذ ليختفوا تماما، ويعتمدوا على أنفسهم فى تدمير قلادة والتى تمثل الهوركروكس الرابع، وتحتوى على جزء من روح فولدمورت كنوع من أنواع السحر الأسود ليحافظ على خلوده، ليتمثل الإصرار فى تدمير هذه القلادة دون معرفتهم بكيفية تنفيذ ذلك.
 متحملين ثلاثتهم الطاقة السلبية الناتجة عن هذه القلادة، التى تتلاعب بثلاثتهم لتؤثر عليهم بنسب مختلفة، لكنها تتمكن من رون الذي يشك فى وجود علاقة بين هارى، وهيرميونى، والتى يكن له رون مشاعر حب وتبادله هيرميونى هذه المشاعر لكن دون أن يصرحا لبعضهما البعض بهذه المشاعر، الأمر الذي يدفعه بعد مشادة بينه، وبين هارى، وهيرميونى بأن يرحل تاركا هارى يحاول أن يفك طلاسم القلادة ليستطيع تدميرها بمساعدة هيرميونى.
ليخرج بعدها هارى، وهيرمونى من حالة الخوف والمطاردة، ويقررا الذهاب لمسقط رأس بروفيسور دمبلدور، ليخاطروا بكشف هويتهم فى سبيل الوصول إلى إجابات تساعدهم فى تدمير القلادة، ومن خلال البحث فى تفاصيل حياة البروفيسور الراحل دمبلدور، تدفعهم شجاعتهم فى البحث بشكل أوسع مما يدفع بهم إلى طريق قد يؤدى بحياتهم.
على الجانب الآخر يقين رون وثقته فى أصدقائه دفعته للعودة، ومحاولة كسب ثقتهم من جديد، ليعود ثلاثتهم للبحث فى أصل مقدسات الموت الثلاثة، أقوى عصا سحرية تم صنعها، وحجر الأحياء، وعباءة التخفى.
يعد هذا الجزء تحديدا مختلف عن كل الأجزاء السابقة، حيث أبتعد تماما عن كل الإبهار فى الرواية التى كانت تظهر بقوة فى الأجزاء السابقة، لتتسع المساحة أكبر للدراما بالشكل الذي تبدو معه الأجزاء السابقة بمثابة تمهيد للجزء الثامن والسابع، وهو ما أتاح أيضا مساحة أكبر للتمثيل أستغلها ببراعة أبطال الفيلم دانيال رادكليف، وروبرت جرانت، وإيما واطسون، خاصة بعد الموت الدرامى لدمبلدور فى الجزء السابق وعدم ظهوره فى هذا الجزء، وكذلك المساحة التمثيلية الصغيرة نسبيا للممثل المخضرم الآن ريكمان إذا ما قورنت بظهوره فى الأجزاء السابقة، لتظهر الموهبة الحقيقية للابطال الثلاثة بالشكل الذي يمهد لظهورهم فى عدد من الأعمال الأخرى بعد انتهاء السلسلة، بشكل عام قد يكون هذا الجزء أصاب جمهور محبى السلسة  بخيبة أمل لكنة سيظل الأفضل فى إظهار الخط الدرامى فى السلسة والذي سيتضح أكثر مع عرض الجزء الأخير من السلسة منتصف العام المقبل.
جى كى رولينج: استطاعت أن تخلق لنفسها مساحة واسعة من الخيال أبدعت من خلالها فى خلق شخصيات أرتبط بها جميع متابعى السلسة سواء مكتوبة أو مرئية، غير شاعرين أنها تبالغ حيث أن أغلب الأحداث تقع فى أرض السحرة حيث لا شئ يدعو للدهشة.
نيكولاس هوبر: أستطاع أن يؤلف موسيقيا تحمل طابع مختلف عن كل الأجزاء السابقة، ونجح فى تضخيم حالة الوحدة، وترقب الخطر الدائم الذي شعرت به شخصيات الفيلم.
 


الأحد، 21 نوفمبر 2010

Eat Pray Love



الطعام .. الصلاة .. الحب

نبوءة واحدة قد تشعرك أن حياتك خالية من كل شى، على الرغم من امتلاكك كل المقومات التى تجعلك ناجح فى الوسط الاجتماعى الذي تعيش من خلاله، وتجبرك هذه النبوءة أن تغير كل معتقداتك ليكون الفيصل هو إيمانك بالحالة التى ترغب فى أن تكونها بغض النظر عن القيم الاجتماعية التى تحيط بك.
هذا ما حدث مع "إليزبيث" بطلة فيلم "Eat Pray Love" والتى تبدأ أحداث الفيلم بذهابها لساحر شعبى فى "بالى" بإندونيسيا، تعتقد أنه يملك حلولا لمشكلتها حيث أنها تشعر على الرغم من كونها متزوجة من رجل ناجح إلا أن حياتها خالية من المتعة، وهو ما أيدته نبوءة الساحر الذى أخبرها أنه ستتزوج مرتان أحدهم قصير، وأنها ستخسر كل أموالها، وستسافر كثيرا، وستعود مرة أخرى لكمبوديا وتعلم الساحر اللغة الانجليزية.
لتبدأ بعدها "إليزبيث" فى محاولة لإصلاح حياتها، حيث تطلب من زوجها الطلاق، وتدخل فى علاقة قصيرة مع ممثل مغمور، يزداد بعدها شعورها بالخواء، فتقرر ترك كل المدنية خلفها وتذهب فى رحلة تشبع من خلالها نفسها، بالطعام فى إيطاليا، ثم الصلاة فى الهند، والتوازن فى إندونيسيا، ولم تضع فى حساباتها الحب، لآن كل اهتماماتها فى هذه المرحلة هو البحث عن التوازن فى حياتها.
الطعام
هو أول خطوات "إليزبيث" لمعالجة حياتها الخالية، حيث تقرر السفر لإيطاليا، لتشبع جوعها للطعام، والذي يمثل كل الرغبات المادية التى تريدها إليزبيث، وتمثل الأربعة أشهر التى قضتهم بإيطاليا هروبها من كل ما كان يقيدها خلال نشأتها بالولايات المتحدة حيث يمثل رأى "لوكاس" – صديق معلم اللغة الإيطالية – خلاصة الحياة الأمريكية حيث يقول "فى أمريكا انتم تعملون بقسوة حتى تخور قواكم.. ثم تعودون للمنزل وتقضون باقى اليوم أمام التلفاز بملابس النوم، يجب أخباركم متى يجب عليكم التمتع بالحياة".
الصلاة 
  تسافر "إليزبيث" بعدها للهند لكى تشبع جانبها الروحى بالتأمل، حيث تلتحق بمدرسة أحدى المرشدات الروحيات وتتعرف من خلال وجودها بالهند على "دلفى" الفتاة الهندية التى يجبرها أهلها على الزواج من شاب حسب التقاليد، والتى تصل "اليزبيث" من خلال تخيل نظرة حب وعطف فى عيون "دلفى" و"جور" زوجها إلى الصفاء الذهنى، تكتمل حالة الصفاء هذه بعد أن يقوم "ريتشارد" باصطحابها إلى سطح المدرسة، فى المكان الذي يتأمل فيه ويقص عليها السبب فى ذهابه للهند، ويخبرها أنها يجب أن تظل فى هذا المكان حتى تصل للسلام النفسى.
الحب  
تعود "إليزبيث" إلى إندونيسيا للساحر الشعبى بعد قضاء ثمانية شهور مناصفة بين إيطاليا، والهند، والذي ينصحها بالمداومة على التأمل، ويكلفها بنسخ كل وصفاته، ووصفات أجداده العلاجية، فمن جهة  هذه الوصفات غير مرتبة وبعض الأوراق قد تأثرت بمرور الزمن، ومن جهة أخرى هو يعلمها كل ما يعرفه تنفيذا لوعده السابق لها فى مقابل أن تقوم بتعليمه اللغة الانجليزية، والإيطالية التى أصبحت تجيدها، حيث تصل لحالة التوازن التى كانت ترغب بها، وتقوم بمساعدة أم وأبنتها فى الحصول على منزل، حيث أن هذه الأم  فقدت منزلها بعد أن قام زوجها بإساءة معاملتها ولم تستطع الحصول على أى حقوق سواء لها، أو لأبنتها، وذلك عن طريق جمع تبرعات من كل أصدقائها وتنجح بالفعل فى جمع مبلغ مناسب يمكن الأم من بناء المنزل.
لكن حالة التوازن هذه أصبحت مهددة بعد أن تعرفت على "فيليب"، ونتيجة لقربها منه أحبته، لكنها رفضت الارتباط بة حتى لا تتأثر حالة التوازن التى وصلت إليها بعد جهد سنة كاملة، لكن الساحر الشعبى "كيتوت" يخبرها أن "خسارة التوازن من أجل الحب هو جزء من الحفاظ على هذا التوازن من أجل الحياة"، وبذلك تنهى "إليزبيث" رحلتها لتبدأ فى تطبيق كل ما تعرفه لإصلاح حياتها الشخصية التى تركتها خلفها لمدة سنه كاملة.
الفيلم إنتاج 2010، مأخوذ عن مذاكرات الكاتبة الآمريكية "إليزبيث جيلبرت" والتى صدرت عام 2006 وتحمل نفس العنوان، الفيلم من إخراج رايان ميرفى.
جوليا روبرتس: قدمت أفضل أدوارها بعد فيلم "Erin Brockovich" والتى حازت عن دورها بالفيلم على جائزة الأوسكار أفضل ممثلة عام 2001، وربما تستعد للحصول على الثانية عن دورها فى هذا الفيلم.
خافيير بارديم: على الرغم من مساحة شخصية "فيليب" الصغيرة فى الفيلم، إل انه يعد بطل الفيلم بلا منازع، حيث أستطاع منذ المشاهد الأولى أن يظهر الشخصية المحبة للترحال، البسيطة، وأستطاع أيضا أن يظهر كأب لشاب يخطو أولى خطواته فى الجامعة، بدون أى مبالغات، ودون الاعتماد على جاذبيته ووسامته والتى تصاحبه كعامل أساسى فى كل أعمالة السابقة.
داريو ماريانيللى: أستطاع من خلال الموسيقى التصويرية إضافة بعد ثالث للفيلم، ظهرت فى العديد من المشاهد كعامل أساسى فى توصيل الفكرة للمشاهد منها نهاية المشهد الذى يجمع "إليزبيث" مع "ريتشارد" على سطح المدرسة بالهند، حيث انتهى المشهد بذهاب "ريتشارد" وبقاء "إليزبيث" تتأمل صامته، لتقوم الموسيقى التصويرية التى تتصاعد تدريجيا لملأ الفراغ فى المشهد، وتشارك جوليا فى الأداء.