الأحد، 21 نوفمبر 2010

Eat Pray Love



الطعام .. الصلاة .. الحب

نبوءة واحدة قد تشعرك أن حياتك خالية من كل شى، على الرغم من امتلاكك كل المقومات التى تجعلك ناجح فى الوسط الاجتماعى الذي تعيش من خلاله، وتجبرك هذه النبوءة أن تغير كل معتقداتك ليكون الفيصل هو إيمانك بالحالة التى ترغب فى أن تكونها بغض النظر عن القيم الاجتماعية التى تحيط بك.
هذا ما حدث مع "إليزبيث" بطلة فيلم "Eat Pray Love" والتى تبدأ أحداث الفيلم بذهابها لساحر شعبى فى "بالى" بإندونيسيا، تعتقد أنه يملك حلولا لمشكلتها حيث أنها تشعر على الرغم من كونها متزوجة من رجل ناجح إلا أن حياتها خالية من المتعة، وهو ما أيدته نبوءة الساحر الذى أخبرها أنه ستتزوج مرتان أحدهم قصير، وأنها ستخسر كل أموالها، وستسافر كثيرا، وستعود مرة أخرى لكمبوديا وتعلم الساحر اللغة الانجليزية.
لتبدأ بعدها "إليزبيث" فى محاولة لإصلاح حياتها، حيث تطلب من زوجها الطلاق، وتدخل فى علاقة قصيرة مع ممثل مغمور، يزداد بعدها شعورها بالخواء، فتقرر ترك كل المدنية خلفها وتذهب فى رحلة تشبع من خلالها نفسها، بالطعام فى إيطاليا، ثم الصلاة فى الهند، والتوازن فى إندونيسيا، ولم تضع فى حساباتها الحب، لآن كل اهتماماتها فى هذه المرحلة هو البحث عن التوازن فى حياتها.
الطعام
هو أول خطوات "إليزبيث" لمعالجة حياتها الخالية، حيث تقرر السفر لإيطاليا، لتشبع جوعها للطعام، والذي يمثل كل الرغبات المادية التى تريدها إليزبيث، وتمثل الأربعة أشهر التى قضتهم بإيطاليا هروبها من كل ما كان يقيدها خلال نشأتها بالولايات المتحدة حيث يمثل رأى "لوكاس" – صديق معلم اللغة الإيطالية – خلاصة الحياة الأمريكية حيث يقول "فى أمريكا انتم تعملون بقسوة حتى تخور قواكم.. ثم تعودون للمنزل وتقضون باقى اليوم أمام التلفاز بملابس النوم، يجب أخباركم متى يجب عليكم التمتع بالحياة".
الصلاة 
  تسافر "إليزبيث" بعدها للهند لكى تشبع جانبها الروحى بالتأمل، حيث تلتحق بمدرسة أحدى المرشدات الروحيات وتتعرف من خلال وجودها بالهند على "دلفى" الفتاة الهندية التى يجبرها أهلها على الزواج من شاب حسب التقاليد، والتى تصل "اليزبيث" من خلال تخيل نظرة حب وعطف فى عيون "دلفى" و"جور" زوجها إلى الصفاء الذهنى، تكتمل حالة الصفاء هذه بعد أن يقوم "ريتشارد" باصطحابها إلى سطح المدرسة، فى المكان الذي يتأمل فيه ويقص عليها السبب فى ذهابه للهند، ويخبرها أنها يجب أن تظل فى هذا المكان حتى تصل للسلام النفسى.
الحب  
تعود "إليزبيث" إلى إندونيسيا للساحر الشعبى بعد قضاء ثمانية شهور مناصفة بين إيطاليا، والهند، والذي ينصحها بالمداومة على التأمل، ويكلفها بنسخ كل وصفاته، ووصفات أجداده العلاجية، فمن جهة  هذه الوصفات غير مرتبة وبعض الأوراق قد تأثرت بمرور الزمن، ومن جهة أخرى هو يعلمها كل ما يعرفه تنفيذا لوعده السابق لها فى مقابل أن تقوم بتعليمه اللغة الانجليزية، والإيطالية التى أصبحت تجيدها، حيث تصل لحالة التوازن التى كانت ترغب بها، وتقوم بمساعدة أم وأبنتها فى الحصول على منزل، حيث أن هذه الأم  فقدت منزلها بعد أن قام زوجها بإساءة معاملتها ولم تستطع الحصول على أى حقوق سواء لها، أو لأبنتها، وذلك عن طريق جمع تبرعات من كل أصدقائها وتنجح بالفعل فى جمع مبلغ مناسب يمكن الأم من بناء المنزل.
لكن حالة التوازن هذه أصبحت مهددة بعد أن تعرفت على "فيليب"، ونتيجة لقربها منه أحبته، لكنها رفضت الارتباط بة حتى لا تتأثر حالة التوازن التى وصلت إليها بعد جهد سنة كاملة، لكن الساحر الشعبى "كيتوت" يخبرها أن "خسارة التوازن من أجل الحب هو جزء من الحفاظ على هذا التوازن من أجل الحياة"، وبذلك تنهى "إليزبيث" رحلتها لتبدأ فى تطبيق كل ما تعرفه لإصلاح حياتها الشخصية التى تركتها خلفها لمدة سنه كاملة.
الفيلم إنتاج 2010، مأخوذ عن مذاكرات الكاتبة الآمريكية "إليزبيث جيلبرت" والتى صدرت عام 2006 وتحمل نفس العنوان، الفيلم من إخراج رايان ميرفى.
جوليا روبرتس: قدمت أفضل أدوارها بعد فيلم "Erin Brockovich" والتى حازت عن دورها بالفيلم على جائزة الأوسكار أفضل ممثلة عام 2001، وربما تستعد للحصول على الثانية عن دورها فى هذا الفيلم.
خافيير بارديم: على الرغم من مساحة شخصية "فيليب" الصغيرة فى الفيلم، إل انه يعد بطل الفيلم بلا منازع، حيث أستطاع منذ المشاهد الأولى أن يظهر الشخصية المحبة للترحال، البسيطة، وأستطاع أيضا أن يظهر كأب لشاب يخطو أولى خطواته فى الجامعة، بدون أى مبالغات، ودون الاعتماد على جاذبيته ووسامته والتى تصاحبه كعامل أساسى فى كل أعمالة السابقة.
داريو ماريانيللى: أستطاع من خلال الموسيقى التصويرية إضافة بعد ثالث للفيلم، ظهرت فى العديد من المشاهد كعامل أساسى فى توصيل الفكرة للمشاهد منها نهاية المشهد الذى يجمع "إليزبيث" مع "ريتشارد" على سطح المدرسة بالهند، حيث انتهى المشهد بذهاب "ريتشارد" وبقاء "إليزبيث" تتأمل صامته، لتقوم الموسيقى التصويرية التى تتصاعد تدريجيا لملأ الفراغ فى المشهد، وتشارك جوليا فى الأداء.