الأحد، 13 نوفمبر 2011

أكس لارج


شهادة نجاح جديدة لحلمى.. وعودة قوية لإبراهيم نصر
تبقى وحدها "الإرادة" فى صراع الإنسان مع نفسة ليصبح افضل.. لتصبح هى المعركة العالمية التى يخوضها الإنسان يوميا ليصل إلى غد أفضل يخصه وحدة وينعكس على من حولة شرط ان ينتصر فى معركته.
يقدم احمد حلمى وفريق عمل فيلم "اكس لارج" وجبة متكاملة أبتعدت عن الأحداث السياسية التى تمر بها المنطقة، وكذلك الإقتباس اللذان اصبحا السمة العامة للافلام فى الفترة الماضية، بل ونجحوا جميعا فى خلق حالة من الحنين لماضى قريب حيث بدا حلمى فى بعض المشاهد قريب الشبة بالراحل علاء ولى الدين حمل روحه وتفوق فى أن يظهر شخصية الشاب البدين على الرغم من المكياج الى أضطره إلى وضع قناع يخفى ملامح وجهة تقريبا، وجاء اداءه الحركى متوافقا جدا مع الشخصيه التى تعانى من سمنه مفرطه، مجدى هو اسم الشخصية التى يقوم بها حلمى فى الفيلم ويعمل كرسام والذى يبحث عن الحب وتمنعة عدم ثقته فى نفسة بسبب سمنته المفرطه، محاط بثلاثه صديقات يساعدهم فى حل مشاكل حياتهم ويساعدونه هم فى الوصول لقلب حبيبته، حلمى فى هذا الفيلم تحديدا حمل عبئا مضاعفا يتمثل فى الميكاج المميز للشخصية والذى غطى ملامح وجهه و يعد الأداه الولى والاهم التى يستخدمها اى ممثل فى العالم للتعبير، لكن هذا المكياج لم يقف عائقا امام حلمى فى ان ينقل مشاعر الشخصية من الفرح للحزن للامبالاه بسهوله وكان هذا هو وجهه ولا توجد اى عوائق بينه وبين توصيل مشاعر الشخصية للجمهور، وبدا طبيعيا بالشكل الذى يالف معه الجمهور شكلة للحد الذى يجعلنا نستغرب حلمى فى نهاية الفيلم.
ابراهيم نصر العائد بعد غياب عن السينما شارك حلمى فى تلقائية الأداء ولم يتحمل عبء المكياج، لكنه تحمل عبء غياب سنوات عن الشاشة كان مطالب بعدها بعودة قوية له كممثل غاب عن عيون الجمهور طويلا، عاد نصر فى دور خال مجدى بسيطا غير متكلفا، ولم يحاول تحميل الشخصية ابعادا اخرى فهو يمثل تاثير الزمن وغياب الإرادة فى التغيير ونجح فى أن يؤثر وكسب عودة قوية بإداء بسيط غير متكلف، مؤلف الفيلم ايمن بهجت قمر وعلى الرغم من إستغلاله لتفاصيل فى شخصية مجدى سبق إستخدامها فى فيلم امريكى تم إنتاجه عام 2003 يحمل عنوان "American Splendor" وتناول قصة حياة الرسام هارفى باركر الذى قام بتحويل معاناته الشخصيه مع مرض السرطان إلى مجلة مصورة تحمل نفس اسم الفيلم وهى قصة حقيقية، لكن شخصية مجدى والتى استغلت أيضا كل ما يحدث من حوله ليكون مادة فى مجلة الكاريكتير التى كان يحلم بإصدارها جاءت لتحمل قيما مختلفة والتشابه فقط فى هذه المساله وابتعد قمر بما قام بكتابته عن الفيلم الامريكى وقدم شخصيات حقيقية نراها فى سياق الحياة اليومية فى مصر، لكنها فى نفس الوقت خيالية تقترب من القصص التى تنتهى دائما نهايات سعيدة، واستطاع بشكل مميز أن يعرض لفكرة الإدمان وغياب الإرادة فى مواجهته دون ان يقترب من شخصية المدمن بالشكل المباشر الذى تتناوله السينما عادة، واستطاع من البداية وحتى النهاية فى ان يضع المشاهد فى صف بطله، يشعر بضعفه ويتفاعل معه، وسار على نفس الخط فى الشخصيات التى تحيط بمجدى وعرض من خلال كل شخصية مشكلة من المشاكل العصرية التى تواجه المجتمع المصرى حاليا وابتعد عن التكرار ومحاولة فرض مشاكل بعينها تتناولها افلام اخرى لم تعد موجوده فى مصر بالوقت الحالى.
الفيلم تعامل مع الشخصيات والمواقف بالفيلم بمبالغة تجعلها تنتمى لكوميديا "الفارص" التى اصبحت الشكل المعتمد للكوميديا فى مصر منذ سنوات، الا أن هذه المبالغة وعدم الواقعية كانت مضحكة ولم تستخدم ألفاظا نابيه او تسخر بشكل غير لائق من اى وضع، كذلك الحال مع الدراما فى الفيلم والتى على الرغم من توقع المشاهد لها الا انها جاءت فى السياق وبدت نتيجة طبيعية ولم تثر اى نوع من الملل على الرغم من كونها متوقعة.

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

كف القمر


 
خالد يوسف لم يخرج من عباءه شاهين وحوار ناصر عبد الرحمن هو البطل 

جو من الصوفيه فرض نفسة على الفيلم وضع كل ابطالة بحوارتهم فى إطار من الرمزيه، هذه الرمزية تطالب المشاهد بفك شفرتها بمساحة متسعة للجميع فمن يريد أن يضفى على الرموز صبغة سياسية مقبول، ومن اراد ان يدلل بها على واقع مصر فى الفترة الأخيرة مقبول، ومن يريد أن يسقط على شخصيات الفيلم شخصية عاشت أو تعيش معنا على ارض الواقع فمقبول ايضا، لكن فى النهاية كل هذه المساحة الواسعة من الرمزية الملقاه على عاتق المشاهد لن تمنع من الإستمتاع بالفيلم..
أم لخمسة أولاد ذكور، قٌتل زوجها بعد ان عثر على مقبرة فرعونية فى حضن الجبل، وتولت هى تربية الأبناء الخمسة وحاولت أن تكون الجذر الذى يجمع هذه الفروع ودعمت نفسها وفروعها الخمسة بإشتراكهم فى بناء بيت من الطوب اللبن فى البداية على أن يتولى الأبناء بعد إشتداد عودهم  تقوية المنزل وبناءه بالطوب والأسمنت، لكن مع إشتداد عود الأولاد وإضطراها إلى إرسالهم للقاهرة بحثا عن لقمة العيش تفرقوا وضاع الحلم، ونسوا البيت الكبير الذى يضم رواقا لكل منهم، وبقت قمر فى منزل الطوب اللبن يتطاول عليها صغار اللصوص يكسرون حوائطه ويسرقون محتوياته وهى عاجزه عن حمايته فى إنتظار أبنها الأكبر ذكرى والذى حملته أمانة ترابط أخواته ووحدتهم.
الأخوة فى الفيلم تختلف شخصياتهم بشكل كبير يجمعهم فقط صلة القرابة ووحده الدم، منهم من يتخذ الجريمة باطنا لتحقيق وصول سريع للمال والحب الضائع، ومنهم من يتخذها ظاهرا وباطنا بحثا عن سلطة وسيادة مفقودة بسبب سطوة الأخ الأكبر اللا هروب منها، منهم من يبحث عن الجذور والصل لكنه طيب لا يملك القوة للكشف عن الجذور وتطبيق قيما مثالية جدا فى واقع يبحث عن المصالح الشخصية، وهناك المخدوع فى الحب الذى يحاول الهرب من خيانة حبيبته واخوه إلى اى مكان، واخر العقد "ياسين" الذى يقوم بدورة هيثم ذكى الذى يجد طريقة إلى التصوف ورؤيه الحياة من منظوره الفطرى الذى يتميز بإندفاع، الذى يجد طريقة إلى الرقص بالتنوره وبعدها غلى حلقات الذكر بعد حضوره بروفة لراقصة شعبية فى منزلها تسحبة موسيقيا الرقص البلدى والراقصة التى يقع فى حبها لكنه يترجم كل ما حوله إلى رقصته هو ويبدا فى الدوران ويدور معه جلبابه الصعيدى الواسع، ويتحول الدوران إلى تنورة والوان زاهية ليولد درويش لة خبرة بالحياة يعرفها جيدا وليس فقط أخ أصغر يعمل باقى الأخوة على حمايته، تتفرق السبل بالاخوة ويبقى هو فقط الجامع فى الوقت الذى ينشغل فيه الجميع برغباتهم ومصالحهم وما يشبع حاجتهم فقط، هو دائما موجود ليسد الفراغ شرط ان يتجمعوا، جميعهم تاثروا بما مر بهم من احداث وتغيرت شخصياتهم إلى حد كبير، ياسين فقط ظل كما هو يحمل فلسفته الخاصة على كتفة ويدور وعندما يفشل دورانه يذكر الله وهو على الرغم من هذا كأخواته أميا لا يعرف القراءه او الكتابة لكنه يملك الفطرة التى توجهه، والزهد الذى منعة عن الوقع فى شرك الطمع او الإستسلام للواقع كباقى أخوته، هيثم عبر عن الشخصية كما هى بإداء بسيط جدا وصنع ياسين حديث غير ياسين بهية المعروف فى الموروث الشعبى والمغدور به، هو ياسين قمر.. هيثم اقترب فى احيان كثيرة من اداء والدة الراحل أحمد ذكى، لكنه فى أغلب مشاهدة يبدو مطورا لإسلوبة الخاص مبتعدا عن والده ونجح إلى حد كبير فى ان يظهر فى الشخصية البساطة والعفويه وهما مفتاح هذه الشخصية التى تملك الحل.
وفاء عامر فى شخصية الأم قمر خانها المكياج فلم يعبر بشكل كبير عن تقدمها فى السن، ولم يطاوعها جسدها فى احيان اخرى فى أن يبدو عجوزا ففى الوقت الذى بدت فيه ملامحها متقدمة فى السن جسدها وحركاتها ظلا لامراءه شابة تملك القوة، تحكمت فى صوتها وملامح وجهها جيدا وغابت الأدوات الأخرى التى تساعد فى الإقتناع بالشخصية، بالطبع القصور كان فى مرحلتها الأخيرة من العمر لذلك لم تظهر المشكلة فى الفيلم لوقت طويل، حوريه فرغلى، وجومانا مراد ظهرت شخصايتهم فى الفيلم بشكل واضح خاصة ان شخصايتهم ساهموا فى تحريك الحدث المهم هو الفرقة بين الأخوة، وحدها غادة عبد الرازق قدمت أداء سطحيا لشخصية من المفترض ان تكون ثرية جدا، فهمى لم تبدو كمريضة بإنهيار عصبى، وبالغت فى إداء بعض المشاهد وارتسمت على وجهها ملامح أخرى غير التى يعبر عنها الموقف، والأهم عدم إتقانها للهجه الصعيدية وهى من المفترض ان تكون لهجتها الساسية فهى لم تغادر الصعيد ولم تحتك بالقاهرة لتتكلم لغاتها.
الفيلم فى نصفة الأول ظهرت فية المباشرة فى العرض بشكل كبير ظهرت هذا بشدة من خلال التاكيد على فكرة الكف والخمسة أصابع للدلالة على قمر واولادها، وتكررت هذه الإشارة أكثر من مرة فى بداية الفيلم وكأن أسم الفيلم غير كافى للتعبير عن هذه الفكرة، كذلك إستخدام الذئاب والتعابين للدلالة على قسوة الجبل، حتى لو كان هذا الجبل ملاصقا لطريق سريع، بعض هذه المشاهد استخدم فيها المخرج خالد يوسف كلابا يبدو بشكل واضح انها من سلالات نقية ومدربة وهو ما يتعارض مع فكرة المشهد نفسة، كذلك استخدام لقطة تضم ثلاثة ذئاب يليها مشهد فيه زوج قمر مقتولا بالطبع ذئاب الجبل لم تنهش لحمة ولكن ذئب ادمى هو من قتلة وسرق محتويات المقبرة، كل هذه تيمات قديمة كان من الممكن الإستغناء عنها حيث انها لم تضف جديدا، خاصة وان قاتل الزوج والأب ظهر وسال ذكرى الصغير عن مكان والدة وبالتالى لا حاجة إلى وجود كادر الذئاب الثلاثة، لم يكتفى خالد بهذا بل استخدم المطر للدلالة على حالة الخطر.. المطر طل بشكل مبالغ فيه وسقط بشكل كثيف وفجاة على قمر وزاد فى الشعور بعدم المنطقية إرتداء الأبطال ملابس صيفية وهو ما يتعارض مع سقوط المطر بهذا الشكل، أختيار خالد للكادرات جاء حاملا روح يوسف شاهين خاصة فى المشاهد التى تظهر منزل قمر بالصعيد والكادارت التى تظهر مساحات واسعة عموما، وظهر شاهين بشكل أكبر من خلال إستخدام خالد للفلاش باك دون ان يشعر المشاهد بانه انتقل إلى احداث سابقةوهو ما كان يخلق نوعا من البلبله عن المشاهد الجديد لافلام شاهين.
يبقى فقط بطل الفيلم الأهم وهو الحوار، القصة التى تبدو منسوجة من جو كتابات خيرى شلبى عن النازحين من الصعيد للقاهرة سواء فى الوتد، او الأمالى لكن الحبكة مختلفة فقط هو الجو العام، لكن المؤلف ناصر عبد الرحمن خلق بعدا فلسفيا لكل الشخصيات على الرغم من انهم ينتمون لطبقة إجتماعيه واحدة وأكثرهم لا يعرف القراءه والكتابة، لكنهم فيما بينهم يبدو زكأن لهم هرم طبقى خاص بهم تحكمة صراعات أخرى، وحوارهم كان فلسفيا جدا ويحلل جوانب حياتهم ويفسر علاقاتهم بلغة لا يتكلمها ابناء هذه الطبقة لكن هذه اللغة مقبولة جدا إذا ما وضع فى الإعتبار أن الأبطال ما هم الإ رموز وإسقاطات ولا يمكن ان يكونوا بهذا الشكل على ارض الواقع، والحوار فقط موجود لخدمة الفكرة والمضمون الذى على المشاهد ان يكتشفة بنفسة.