الاثنين، 12 ديسمبر 2011

تحرير 2011: الطيب والشرس والسياسى

الثورة فى عيون الطيب والشرس والسياسى

السينما مرآه الواقع، يبدع المؤلف ويخلط خبرته الشخصية بما يمر به من احداث ويأتى المخرج وباقى فريق العمل ليصنعوا رؤيه بصريه لما قدمه المؤلف، يراها الجمهور والنقاد كل حسب ما يعرفه ويشعر به.. الوضع يختلف عندما نقف امام فيلم وثقائى خاصة عندما يكون الفيلم مصرى له وضع إستثنائى فمن جانب الفيلم يعرض بشكل تجارى وهى المرة الأولى التى يعرض فيها فيلما وثائقيا بالسينما المصرية، ومن جانب آخر يتناول الفيلم فترة حفرت نفسها بداخل وجدان كل مصرى وتخطت احداثه لتدخل فى تشكيل وجدان أفراد من شعوب دول أخرى سواء ناطقة باللغة العربية ومهمومه بنفس القضايا أو تعبر عن نفسها بلغة أخرى ومهمومة بقضايا أخرى واستلهمت صحوتها من تجربة الربيع العربى التى يرسم الفيلم تفاصيل ثانى تجاربها مصر.
عن "تحرير 2011: الطيب والشرس والسياسى" نتحدث، ذلك الفيلم الوثائقى والذى قرر صناعة خوض مغامرة عرضة تجاريا على جمهور تمثل أفلام الافيهات والسينما الآمريكية ذوق معظمه المفضل، بالشكل الذى يجعل مجرد التفكير فى عرضه حتى فى عدد من دور العرض لا يقل عن اصابع اليد الواحده مجازفه يتحملها صناعه، فى البداية يتخطى الفيلم التحذيرات الخاصة بتناول حدث الثورة فى عمل فنى بسبب عدم مرور وقت طويل على حدوثها لكونه فيلما وثائقيا لذلك يتناول مخرجى الفيلم الثلاثه تامر عزت وآيتن امين وعمرو سلامة الثورة من وجهات نظر تبدو محايده وموضوعيه تفتح النقاش حول حقيقة ما حدث، الفكرة التى تحمل أسم المخرج احمد عبد الله تعتمد على إختزال شخوص الثورة المصريه فى ثلاثه اشخاص إعتباريه هم الطيب (الشعب) والشرس (جهاز الشرطة) والسياسى (الديكتاتور المخلوع مبارك)، ويعبر كل شخص إعتبارى منهم فى أحيان الالاف وفى احيان اخرى عدد محدود من الافراد.
الفيلم لو اكتفينا بقسم واحد من اقسامه الثلاثه لما اتسم بهذه الموضوعيه لكنه باقسامة كاملة يعرض لحدث الثورة بشكل متوازن ويتعاون صناع الفيلم جميعا فى خلق حوار ضمنى  بين الشخصيات الثلاثة يتخيله المشاهد واعتمد الصناع فى هذا على المونتاج الذى يعد أحد اهم عناصر نجاح الفيلم وليس غريبا ان يكون اثنان من مخرجيه هم تامر عزت وعمرو سلامة عملا فى مجال المونتاج بشكل إحترافى فى عدد من الاعمال السينمائية، ليبدو الفيلم روائيا يوثق لفترة حكم طويله تبدا من تولى مبارك عام 81 وتمتد لما بعد احداث يناير، وهو الشكل الذى يعد ابرز من يقدمه فى العالم الامريكى مايكل مور فى أفلام  مثل "Fahrenheit 9/11" و"Sicko"، وفى مصر المخرج احمد عبد الله والذى سبق أن قدم هذا الشكل فى فيلم "ميكرفون".
أحداث الفيلم تبدا من النهاية ففى قسمة الاول "الطيب" عبر المخرج تامر عزت عن الملايين من خلال عدة نماذج تمثل غالبية الثوار منهم شابه فى العشرينات وطبيبه بالمستشفى الميدانى، ومصور محترف وغيرهم ينسجون جميعا على أختلاف تجربتهم حوار مطولا يحكى ما حدث وتصاعد الأحداث وتطورها من خلال الهتاف الرسمى للثوره "الشعب يريد إسقاط النظام" ومراحل تطوره حتى المطالبة بإسقاط الرئيس، فالشخصيات المختارة تحكى، ومشاهد حيه من الثورة هى الفلاش باك، بعضها ظهر فيها الرواه انفسهم، فى هذا الجزء نكتشف حقائق غابت عن البعض حتى من المشاركين فى الأحداث انفسهم، ستضحك فى هذا الجزء رغم انفك على مشاهد من المفترض ان تبكيك وستدمع عيناك فى اوقات اخرى، لكن فى النهاية ستجد نفسك ملم بجوانب كثيره فى ثورة حدثت، لكن ستظل الصورة ناقصة بالنسبة لاى مشاهد ويبقى السؤال "ما السبب وراء ما حدث؟".
القسم الثانى من الفيلم "الشرس" والذى يحمل أسم المخرجه آيتن امين لن يجيب عن السؤال السابق، لكنه يساهم فى كشف لوجهات نظر الطرف الاخر الذى كان موجودا بالشارع وهو جهاز الشرطة والى كان يحمل مسئوليه حماية النظام ككل، بناء هذا القسم مختلف ويعتمد على شهادات ثلاثة من الضباط الاول برتبة مقدم لا تبدو ملامح وجهه حيث يغطيها السواد دائما، وملازم اول فى قوات الامن المركزى، وضابط سابق بجهاز امن الدولة، الثلاثة يقدمون شهادتهم من خلال ما يشبه المقابلة الشخصية التى تديرها المخرجة، وتستعين برسوم الفحم لتعرض فى شكل تصورى ما تعذر وجود مشاهد حيه، هذا التعتيم على اثنان من الضباط والرسوم اليديويه أضفت جانبا من الغموض على هذا الجزء يماثل الهالة التى كان جهاز الشرطة محاط بها، القسم الثالث من الفيلم حمل مسئوليه الاجابه عن كل الاسئلة التى اثارها القسمين السابقين، بالطبع مخرجه عمرو سلامة لن يستطيع الحصول على شهادة مبارك، لذلك لجأ إلى شهادات خصوم هم الكاتب بلال فضل، ودكتور محمد البرادعى، والاثنان من ابرز معارضيه، بالاضافة إلى شهادات دكتور سامى عبد العزيز، وحسام بدراوى أعضاء الحزب الوطنى المنحل والتى كانوا من قيادات صفه الثانى، وكذا دكتور مصطفى الفقى، هذا القسم يضع الجميع فى خانه صعوبه التصنيف هل الفيلم وثائقى وفى هذه الحالة يكون "السياسى" قد ابتعد عن الشكل المعروف للفيلم الوثائقى، اما بسبب عدم وجود شهادة لمن تدور حوله شهادات هذا القسم، ام هل هذا القسم تسجيلى يصل من خلاله المشاهد لتكوين وجهة نظر عن الموضوع ككل من خلال رؤيه المخرج التى بدت بشكل ظاهر جدا فى هذا القسم، ولعل اكثر ما يعيبها هو المساحة الطويلة التى ظهرت بها شهادة دكتور البرادعى، بالشكل الذى يجعل شهادته أشبه بالمحاضرة الطويله، ام ان هذا القسم مجرد ريبورتاج عن مبارك يحمل أجابات مقنعة عن كيفية تحوله إلى ديكتاتور، وذلك فى قالب ساخر يطل من خلاله اسلوب الكاتب هيثم دبور بشدة، أيا كان التصنيف أو ان الفيلم ألتزم بشروط وضوابط الفيلم الوثائقى ام لا ستجد فى النهاية اجابه عن الاسئلة التى تدور فى الاذهان عن الثورة، وبالقسم الأخير تكتمل شخوص الفيلم لتبدو الثورة بأيامها الـ 18 نتيجة منطقيه لحكم ونظام دام لمدة 30 عاما.

الأحد، 13 نوفمبر 2011

أكس لارج


شهادة نجاح جديدة لحلمى.. وعودة قوية لإبراهيم نصر
تبقى وحدها "الإرادة" فى صراع الإنسان مع نفسة ليصبح افضل.. لتصبح هى المعركة العالمية التى يخوضها الإنسان يوميا ليصل إلى غد أفضل يخصه وحدة وينعكس على من حولة شرط ان ينتصر فى معركته.
يقدم احمد حلمى وفريق عمل فيلم "اكس لارج" وجبة متكاملة أبتعدت عن الأحداث السياسية التى تمر بها المنطقة، وكذلك الإقتباس اللذان اصبحا السمة العامة للافلام فى الفترة الماضية، بل ونجحوا جميعا فى خلق حالة من الحنين لماضى قريب حيث بدا حلمى فى بعض المشاهد قريب الشبة بالراحل علاء ولى الدين حمل روحه وتفوق فى أن يظهر شخصية الشاب البدين على الرغم من المكياج الى أضطره إلى وضع قناع يخفى ملامح وجهة تقريبا، وجاء اداءه الحركى متوافقا جدا مع الشخصيه التى تعانى من سمنه مفرطه، مجدى هو اسم الشخصية التى يقوم بها حلمى فى الفيلم ويعمل كرسام والذى يبحث عن الحب وتمنعة عدم ثقته فى نفسة بسبب سمنته المفرطه، محاط بثلاثه صديقات يساعدهم فى حل مشاكل حياتهم ويساعدونه هم فى الوصول لقلب حبيبته، حلمى فى هذا الفيلم تحديدا حمل عبئا مضاعفا يتمثل فى الميكاج المميز للشخصية والذى غطى ملامح وجهه و يعد الأداه الولى والاهم التى يستخدمها اى ممثل فى العالم للتعبير، لكن هذا المكياج لم يقف عائقا امام حلمى فى ان ينقل مشاعر الشخصية من الفرح للحزن للامبالاه بسهوله وكان هذا هو وجهه ولا توجد اى عوائق بينه وبين توصيل مشاعر الشخصية للجمهور، وبدا طبيعيا بالشكل الذى يالف معه الجمهور شكلة للحد الذى يجعلنا نستغرب حلمى فى نهاية الفيلم.
ابراهيم نصر العائد بعد غياب عن السينما شارك حلمى فى تلقائية الأداء ولم يتحمل عبء المكياج، لكنه تحمل عبء غياب سنوات عن الشاشة كان مطالب بعدها بعودة قوية له كممثل غاب عن عيون الجمهور طويلا، عاد نصر فى دور خال مجدى بسيطا غير متكلفا، ولم يحاول تحميل الشخصية ابعادا اخرى فهو يمثل تاثير الزمن وغياب الإرادة فى التغيير ونجح فى أن يؤثر وكسب عودة قوية بإداء بسيط غير متكلف، مؤلف الفيلم ايمن بهجت قمر وعلى الرغم من إستغلاله لتفاصيل فى شخصية مجدى سبق إستخدامها فى فيلم امريكى تم إنتاجه عام 2003 يحمل عنوان "American Splendor" وتناول قصة حياة الرسام هارفى باركر الذى قام بتحويل معاناته الشخصيه مع مرض السرطان إلى مجلة مصورة تحمل نفس اسم الفيلم وهى قصة حقيقية، لكن شخصية مجدى والتى استغلت أيضا كل ما يحدث من حوله ليكون مادة فى مجلة الكاريكتير التى كان يحلم بإصدارها جاءت لتحمل قيما مختلفة والتشابه فقط فى هذه المساله وابتعد قمر بما قام بكتابته عن الفيلم الامريكى وقدم شخصيات حقيقية نراها فى سياق الحياة اليومية فى مصر، لكنها فى نفس الوقت خيالية تقترب من القصص التى تنتهى دائما نهايات سعيدة، واستطاع بشكل مميز أن يعرض لفكرة الإدمان وغياب الإرادة فى مواجهته دون ان يقترب من شخصية المدمن بالشكل المباشر الذى تتناوله السينما عادة، واستطاع من البداية وحتى النهاية فى ان يضع المشاهد فى صف بطله، يشعر بضعفه ويتفاعل معه، وسار على نفس الخط فى الشخصيات التى تحيط بمجدى وعرض من خلال كل شخصية مشكلة من المشاكل العصرية التى تواجه المجتمع المصرى حاليا وابتعد عن التكرار ومحاولة فرض مشاكل بعينها تتناولها افلام اخرى لم تعد موجوده فى مصر بالوقت الحالى.
الفيلم تعامل مع الشخصيات والمواقف بالفيلم بمبالغة تجعلها تنتمى لكوميديا "الفارص" التى اصبحت الشكل المعتمد للكوميديا فى مصر منذ سنوات، الا أن هذه المبالغة وعدم الواقعية كانت مضحكة ولم تستخدم ألفاظا نابيه او تسخر بشكل غير لائق من اى وضع، كذلك الحال مع الدراما فى الفيلم والتى على الرغم من توقع المشاهد لها الا انها جاءت فى السياق وبدت نتيجة طبيعية ولم تثر اى نوع من الملل على الرغم من كونها متوقعة.

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

كف القمر


 
خالد يوسف لم يخرج من عباءه شاهين وحوار ناصر عبد الرحمن هو البطل 

جو من الصوفيه فرض نفسة على الفيلم وضع كل ابطالة بحوارتهم فى إطار من الرمزيه، هذه الرمزية تطالب المشاهد بفك شفرتها بمساحة متسعة للجميع فمن يريد أن يضفى على الرموز صبغة سياسية مقبول، ومن اراد ان يدلل بها على واقع مصر فى الفترة الأخيرة مقبول، ومن يريد أن يسقط على شخصيات الفيلم شخصية عاشت أو تعيش معنا على ارض الواقع فمقبول ايضا، لكن فى النهاية كل هذه المساحة الواسعة من الرمزية الملقاه على عاتق المشاهد لن تمنع من الإستمتاع بالفيلم..
أم لخمسة أولاد ذكور، قٌتل زوجها بعد ان عثر على مقبرة فرعونية فى حضن الجبل، وتولت هى تربية الأبناء الخمسة وحاولت أن تكون الجذر الذى يجمع هذه الفروع ودعمت نفسها وفروعها الخمسة بإشتراكهم فى بناء بيت من الطوب اللبن فى البداية على أن يتولى الأبناء بعد إشتداد عودهم  تقوية المنزل وبناءه بالطوب والأسمنت، لكن مع إشتداد عود الأولاد وإضطراها إلى إرسالهم للقاهرة بحثا عن لقمة العيش تفرقوا وضاع الحلم، ونسوا البيت الكبير الذى يضم رواقا لكل منهم، وبقت قمر فى منزل الطوب اللبن يتطاول عليها صغار اللصوص يكسرون حوائطه ويسرقون محتوياته وهى عاجزه عن حمايته فى إنتظار أبنها الأكبر ذكرى والذى حملته أمانة ترابط أخواته ووحدتهم.
الأخوة فى الفيلم تختلف شخصياتهم بشكل كبير يجمعهم فقط صلة القرابة ووحده الدم، منهم من يتخذ الجريمة باطنا لتحقيق وصول سريع للمال والحب الضائع، ومنهم من يتخذها ظاهرا وباطنا بحثا عن سلطة وسيادة مفقودة بسبب سطوة الأخ الأكبر اللا هروب منها، منهم من يبحث عن الجذور والصل لكنه طيب لا يملك القوة للكشف عن الجذور وتطبيق قيما مثالية جدا فى واقع يبحث عن المصالح الشخصية، وهناك المخدوع فى الحب الذى يحاول الهرب من خيانة حبيبته واخوه إلى اى مكان، واخر العقد "ياسين" الذى يقوم بدورة هيثم ذكى الذى يجد طريقة إلى التصوف ورؤيه الحياة من منظوره الفطرى الذى يتميز بإندفاع، الذى يجد طريقة إلى الرقص بالتنوره وبعدها غلى حلقات الذكر بعد حضوره بروفة لراقصة شعبية فى منزلها تسحبة موسيقيا الرقص البلدى والراقصة التى يقع فى حبها لكنه يترجم كل ما حوله إلى رقصته هو ويبدا فى الدوران ويدور معه جلبابه الصعيدى الواسع، ويتحول الدوران إلى تنورة والوان زاهية ليولد درويش لة خبرة بالحياة يعرفها جيدا وليس فقط أخ أصغر يعمل باقى الأخوة على حمايته، تتفرق السبل بالاخوة ويبقى هو فقط الجامع فى الوقت الذى ينشغل فيه الجميع برغباتهم ومصالحهم وما يشبع حاجتهم فقط، هو دائما موجود ليسد الفراغ شرط ان يتجمعوا، جميعهم تاثروا بما مر بهم من احداث وتغيرت شخصياتهم إلى حد كبير، ياسين فقط ظل كما هو يحمل فلسفته الخاصة على كتفة ويدور وعندما يفشل دورانه يذكر الله وهو على الرغم من هذا كأخواته أميا لا يعرف القراءه او الكتابة لكنه يملك الفطرة التى توجهه، والزهد الذى منعة عن الوقع فى شرك الطمع او الإستسلام للواقع كباقى أخوته، هيثم عبر عن الشخصية كما هى بإداء بسيط جدا وصنع ياسين حديث غير ياسين بهية المعروف فى الموروث الشعبى والمغدور به، هو ياسين قمر.. هيثم اقترب فى احيان كثيرة من اداء والدة الراحل أحمد ذكى، لكنه فى أغلب مشاهدة يبدو مطورا لإسلوبة الخاص مبتعدا عن والده ونجح إلى حد كبير فى ان يظهر فى الشخصية البساطة والعفويه وهما مفتاح هذه الشخصية التى تملك الحل.
وفاء عامر فى شخصية الأم قمر خانها المكياج فلم يعبر بشكل كبير عن تقدمها فى السن، ولم يطاوعها جسدها فى احيان اخرى فى أن يبدو عجوزا ففى الوقت الذى بدت فيه ملامحها متقدمة فى السن جسدها وحركاتها ظلا لامراءه شابة تملك القوة، تحكمت فى صوتها وملامح وجهها جيدا وغابت الأدوات الأخرى التى تساعد فى الإقتناع بالشخصية، بالطبع القصور كان فى مرحلتها الأخيرة من العمر لذلك لم تظهر المشكلة فى الفيلم لوقت طويل، حوريه فرغلى، وجومانا مراد ظهرت شخصايتهم فى الفيلم بشكل واضح خاصة ان شخصايتهم ساهموا فى تحريك الحدث المهم هو الفرقة بين الأخوة، وحدها غادة عبد الرازق قدمت أداء سطحيا لشخصية من المفترض ان تكون ثرية جدا، فهمى لم تبدو كمريضة بإنهيار عصبى، وبالغت فى إداء بعض المشاهد وارتسمت على وجهها ملامح أخرى غير التى يعبر عنها الموقف، والأهم عدم إتقانها للهجه الصعيدية وهى من المفترض ان تكون لهجتها الساسية فهى لم تغادر الصعيد ولم تحتك بالقاهرة لتتكلم لغاتها.
الفيلم فى نصفة الأول ظهرت فية المباشرة فى العرض بشكل كبير ظهرت هذا بشدة من خلال التاكيد على فكرة الكف والخمسة أصابع للدلالة على قمر واولادها، وتكررت هذه الإشارة أكثر من مرة فى بداية الفيلم وكأن أسم الفيلم غير كافى للتعبير عن هذه الفكرة، كذلك إستخدام الذئاب والتعابين للدلالة على قسوة الجبل، حتى لو كان هذا الجبل ملاصقا لطريق سريع، بعض هذه المشاهد استخدم فيها المخرج خالد يوسف كلابا يبدو بشكل واضح انها من سلالات نقية ومدربة وهو ما يتعارض مع فكرة المشهد نفسة، كذلك استخدام لقطة تضم ثلاثة ذئاب يليها مشهد فيه زوج قمر مقتولا بالطبع ذئاب الجبل لم تنهش لحمة ولكن ذئب ادمى هو من قتلة وسرق محتويات المقبرة، كل هذه تيمات قديمة كان من الممكن الإستغناء عنها حيث انها لم تضف جديدا، خاصة وان قاتل الزوج والأب ظهر وسال ذكرى الصغير عن مكان والدة وبالتالى لا حاجة إلى وجود كادر الذئاب الثلاثة، لم يكتفى خالد بهذا بل استخدم المطر للدلالة على حالة الخطر.. المطر طل بشكل مبالغ فيه وسقط بشكل كثيف وفجاة على قمر وزاد فى الشعور بعدم المنطقية إرتداء الأبطال ملابس صيفية وهو ما يتعارض مع سقوط المطر بهذا الشكل، أختيار خالد للكادرات جاء حاملا روح يوسف شاهين خاصة فى المشاهد التى تظهر منزل قمر بالصعيد والكادارت التى تظهر مساحات واسعة عموما، وظهر شاهين بشكل أكبر من خلال إستخدام خالد للفلاش باك دون ان يشعر المشاهد بانه انتقل إلى احداث سابقةوهو ما كان يخلق نوعا من البلبله عن المشاهد الجديد لافلام شاهين.
يبقى فقط بطل الفيلم الأهم وهو الحوار، القصة التى تبدو منسوجة من جو كتابات خيرى شلبى عن النازحين من الصعيد للقاهرة سواء فى الوتد، او الأمالى لكن الحبكة مختلفة فقط هو الجو العام، لكن المؤلف ناصر عبد الرحمن خلق بعدا فلسفيا لكل الشخصيات على الرغم من انهم ينتمون لطبقة إجتماعيه واحدة وأكثرهم لا يعرف القراءه والكتابة، لكنهم فيما بينهم يبدو زكأن لهم هرم طبقى خاص بهم تحكمة صراعات أخرى، وحوارهم كان فلسفيا جدا ويحلل جوانب حياتهم ويفسر علاقاتهم بلغة لا يتكلمها ابناء هذه الطبقة لكن هذه اللغة مقبولة جدا إذا ما وضع فى الإعتبار أن الأبطال ما هم الإ رموز وإسقاطات ولا يمكن ان يكونوا بهذا الشكل على ارض الواقع، والحوار فقط موجود لخدمة الفكرة والمضمون الذى على المشاهد ان يكتشفة بنفسة.

السبت، 15 أكتوبر 2011

المسافر


المســــافر
ثلاثة أيام.. مدة قصيره قد لا تكون مؤثره فى حياه شخص يمتد عمرة لستين أو سبعين عاما خاصة لو كانت منفصله يفصل بين كل منهم سنوات تتخطى العشرين بقليل، لكن هذه المدة القصيره مؤثره بشكل كبير فى حياه "حسن" بطل فيلم المسافر.. ثلاقة ايام فاصله فى سير مجريات حياته ولا نبالغ عندما نقول انهم الايام الثلاثه الأهم فى حياته وفى حياة الأمه العربية ككل يوم من عام 1948، ويوم فى خريف عام 1973، ويوم فى عام 2001.
الفيلم بالكامل يعتمد على الرمزيه فى كل شئ ويربط قصة حياة البطل بالحداث التى مرت بها مصر والوطن العربى، شخصية البطل الذى يعمل فى مصلحة البريد التى تبحث عن مغامرة لكنه دائما وابدا خائف، ومتردد وهما ما يجعلانه يسير بجانب الحائط طلبا للأمان.. اليوم الأول أحداثه عل الرغم من كونها تنسج خطوط قصة حب ثلاثيه بين رجلين وفتاه فى جو اسطورى خارج عن كل ما هو مالوف وواقعى، صدفة تجمع حسن بحلم على سطح سفينه يساعده قبطانها فى العثور عليه.. الحلم هو نورا  الفتاه التى وقع فى هواها والتى عندما يعثر عليها القبطان يتردد حسن وينسحب لكن نورا تلحق به لتبدا قصة حب تنتهى بعلاقه على سطح المركب لا يمكن وصفها انها علاقة جنسيه برضى الطرفين وفى نفس الوقت لا يمكن وصفها على انها إغتصاب، العلاقة هنا تعبر عن شخصيه حسن فعلى الرغم من خوفه وتردده لكنه مندفع قد يرجع ذلك إلى كونه شاب فى مقتبل حياته، اليوم الول يعيد إلى الأذهان حرب 48 والتى خاضتها جيوش العرب مجتمعه ضد الكيان الصهيونى والتى انتهت بإحتلال فلسطين وهزيمة الجيوش العربية، حسن يخسر نورا ويسير اطراف المثلث كل منهم فى إتجاه.
اليوم الثانى فى خريف 1973 يكتشف حسن أن هناك شاب وشابه، الأخيره تشبة حب عمره، والتى قابلها على السفينه قبل 25 عاما، يعرف حسن انها ابنتها ويتاكد فى نهاية اليوم انها ابنته والتى لجاءت اليه بعد وفاه أخاها التؤام أثناء قيامه بأحدى مغامراته التى أودته قتيلا، ولم يعد لها فى الدنيا بعد وفاته وامها غير حسن، الجزء الثانى من الفيلم مرتبط بشكل وثيق مع حرب أكتوبر والنصر وعودة جزء كبير من أراضى سيناء التى تم إحتلالها بعد حرب الأيام الست، حسن فى هذا الجزء لم يلتئم جرحة وبدا وحيدا فى اول مشاهد اليوم عند لقاءه بإبنته المزعومة، لكنه اكثر نضجا ومازال يحمل الخوف القديم للدرجة التى جعلته يجفل من التعرف على جثه أبنه المزعوم فى المشرحة، التحول فى الشخصيه دعمه المخرج احمد ماهر بتغير فى شكل الشخصيه مضفيا عليها ملامح رجوليه متمثله فى شنب كثيف، وتغير فى تسريحة الشعر، هذا التغير يدعم التحول فى الشخصيه حسن فى هذا الجزء قادر على إتخاذ القرار.. خالد النبوى أيضا حاول خلق رابطا بين اليوم الثانى والثالث فى حياة الشخصيه حسن، والتى سيؤديها عمر الشريف فى الجزءء الثالث.
قد يبدو اداء خالد النبوى غير مقنع ويبدو لبعض المشاهدين يحاول تقليد عمر الشريف خاصة ان أداء عمر الشريف فى الجزء الأخير جاء خارجا عن المالوف ونجح فى أن يجسد حسن عجوزا ووحيدا، لكن معرفة أن خالد النبوى قام بتصوير دوره قبل أن يصور عمر الشريف الجزء الخير من الفيلم يشفع له هذا الداء ويضعة فى إطار اجتهاد شخصى من خالد ليقرب للمشاهد شخصية حسن عجوزا، الفجوة حدثت بين أداء خالد وعمر لكن سواء كان هذا الأداء مقصودا أو غير مقصود، لكنه يخدم الفيلم لان الفاصل الزمنى بين "حسن" خالد النبوى، و"حسن" عمر الشريف 28 عاما، وهى عمر أخر يظهر من خلاله حفيدا لحسن، الجزء الثالث تتضح فيه الصورة كاملة ويرصد على خلفيه قصة حسن التغيرات فى المجتمع المصرى وظهور السلبيات من عشوائيات وتفسخ فى العلاقات، كل هذا يبدو واضحا خلال محاولات الحفيد المزعوم لحسن الذى يقوم بدوره شريف رمزى ومحاولة تقربه من الجد الدائم النسيان والذى تبدو الأحداث مختلطه داخل ذهنه لا يعرف أيا من الأحداث قام به فعلا، وايا منها ذكريات آخريين، حسن فى هذا الجزء تحول غلى مايشبه الذاكرة الجمعيه للعرب جميعا، يحمل الضعف الذى تحملة الأمة كلها والتى ايضا نسيت مع مرور الوفت أمجادها وما صنعته الأمة ككل فى فترة قصيره، العلاقة بين الجد والحفيد المزعوم تبدو وكأن العرب يحاولون جمع الشتات بعد تفجيرات الحادى عشر من سبتمبر فى نفس العام الذى تمر به احداث اليوم الأخير، العلاقة متوتره وتنتهى كما بدأت بالشكل الذى يجعلها لن تحل ابدا، التطور الأخير فى شخصيه حسن يأتى حاملا معه الأمل، ومشهد سقوطة من كوبرى امبابه فى النيل والذى قد يبدو وكان حسن قد مات ومات معة الأمل، لكن حديث حسن مع نفسة أثناء السقوط، والذى يذكر إلى حد كبير بمشهد السقوط فى فيلم المخرج الإيطالى فيلينى "8½" لكن حسن بعد هذا السقوط يخرج أكثر جراءه وقرر نبذ خوفه، ضعيف يحتاج إلى الدفء (البطانية التى يتدثر بها) ويحتاج إلى الجنس والذريه الذان سيؤمنان له الخلود (السيدة المشغولة بحمل وإرضاع ابنها الصغير وابنها الأكبر يطعمها)، والقوة بعد وصوله لمرحلة الضعف والى يدل بشكل مؤكد ان الأمة العربية فى وقت ما ستتعافى وسيلتئم الجرح خاصة ان العناصر والعوامل المؤديه للصحوة موجوده تحتاج فقط لمن يضعها فى سلة واحدة.

السبت، 1 أكتوبر 2011

Final Destination


المصير القاتل
"لا هرب من الموت" شعار رفعة الجزء الخامس من فيلم "Final Destination" والذى بدا الموت من خلاله فصلا جديدا من الصراع مع مجموعة من الشباب بعد هربهم من قبضته ورفض كل محاولات خداعة، الفيلم بدأ البداية التقليدية التى سبق تقديمها فى الأربعة أجزاء الماضية بداية من عام 2000، وحتى عام 2009 والذى عُرض بتقنية الـ "3D"، الإختلاف فقط فى نوعية الحادثة والأبطال.
حادث الجزء الخامس يقع فوق أحد الكبارى المعلقة  والتى تجرى بها إصلاحات ويؤدى إشتداد الرياح إلى كارثه محققة تتلخص فى إنهيار جزء كبير من الكوبرى.. عدد الهاربين من قبضة الموت هذه المرة ثمانية والسبب للمرة الخامسة حلم يراه سام أثناء سفره مع مجموعة من زملائه فى العمل إلى معسكر تدربيى بصحبة مديرهم، بالطبع الحلم يوضح طريقة موت كل فرد من المجموعة بإستثناء شخصية واحدة هى مولى حبيبة سام صاحب الحلم، والذى انتهت رؤياه بموته ولم يتحدد مصير مولى حبيبته وصديقتهم الثامنة والتى نجح سام فى أن يجعلها تعبر للجانب الآمن من الكوبرى، بالطبع استغل مخرج الفيلم ستيفن تقنية الـ "3D" أحسن إستغلال فى مشهد الكارثة عارضا حادثه موت كل شخص من مجموعة السبعة والتى تنوعت ما بين السقوط على صارى يخت يمر تحت الكوبرى، والموت غرقا مع الاوتوبيس الذى كانت تستقله المجموعة، وحرقا بالقطران المغلى بعد إنقلاب السيارة التى تحملة، وعدد أخر من الحوادث تعمد المخرج أن تُفزع المشاهد ولكن بشكل أقل دموية من الأجزاء الثانى وحتى الرابع.
بالطبع يصحو سام من غفوته حاملا الإحساس اليقينى الذى يصيب كل ابطال السلسلة بضرورة مغادرة الأتوبيس إلى مكان آمن، بالفعل يهرب الثمانية من مصيرهم إلى جزء غير منهار من الكوبرى يقودهم إليه سام، الذى وبعد نجاته من الحادث واجهة إتهام من المحقق جيم بإخفاءه معلومات او ربما أنه المتسبب فى الحادث بشكل أو بأخر .. لكن تقرير المعلم الجنائى يأتى حاملا ان الرياح هى السبب والإصلاحات على الكوبرى اضعفته، ليخرج سام وأصدقائه من قسم الشرطة مواجهين الموت دون أن يعلموا أكثر من انهم ناجون ولا يعلمون ما يحضره الموت لقبض أرواحهم التى هربت من قبضته فى الحادث، أول ما صمم لها الموت حادثه وفاتها هى كانديس حبيبة بيتر صديق سام المقرب، وبالطبع هما من مجموعة السبعة، والتى اظهر الفيلم تفاصيلها بكل عناصرها للدرجة التى تجعلنا نعتقد أنه هناك اكثر من سيناريو لموتها فى حال فشل أيهما بالشكل الذى يجعلنا نتسأل من أين يأتى الموت؟ ، لكن فى نهاية المشهد وبعد التشويق تموت كانديس بطريقة بشعة فى صالة الجمباز التى تتدرب بها بسيناريو واحد فقط صممه الموت بعناية ضاربا عرض الحائط كل توقعات من يشاهد الفيلم.
حتى هذه اللحظة أحداث الفيلم تحمل نوعا من الرتابة ناتج من تكرار نفس الأحداث فى الأجزاء السابقة، الأختلاف فقط فى الأحداث والأبطال، فالمتابع الجيد للسلسلة يعلم جيدا أن كانديس ستموت بشكل او بأخر فهى رقم (1) فى لستة الموت ولا تملك اى رصيد للنجاة مرة اخرى نظرا لان زملائها لا يعلمون ما ينتظرهم من مصير، فقط وحدة المشاهد يعرف ... وهو المصاب بالملل من التكرار، الفارق الرئيسى فى هذا الفيلم عما سبقة هو إستغلال موت كانديس فى إضافة خط درامى جديد للفيلم هو تاثر بيتر بموتها وحمل نفسة مسئولية موتها، تطور هذا الخط بعد إكتشاف  مع إستمرار حوادث موت افراد مجموعة السبعة حتى يكشف الطبيب الشرعى الذى يلاحظ بيتر تواجده فى كل مكان يموت فيه أحد أصدقائه أنهم لم يكن من المفترض لهم الحياة وانهم خدعوا الموت الذى يطاردهم طالبا اروحهم لكن من الممكن أن ينقذوا انفسهم من الموت لو قتلوا أشخاصا آخريين لم يكن من المفترض أن يموتوا حتى يمكنهم الإستمتاع بما تبقى من حياتهم.
تنجح الفكرة عندما يطبقها ناثان أحد الناجيين من حادث الكوبرى وينجح فى خداع الموت فعلا عندما ينجح فى قتل احد العاملين معه فى المصنع بدلا منه، ليتفادة الموت ويذهب للتالى فى القائمة، لتتأكد صحة النظرية.. فى نفس الوقت تزداد كآبه بيتر ومع تأكده التام انه من الممكن ان يخدع الموت ويعيش يقرر قتل مولى صديقة بيتر بعد أن يخبره أنه أنقذها فى حلمه فيزداد حقد بيتر ويقرر أن يقتلها لانها حسب رايه السبب فى موت كانديس وأن سام سعى لإنقاذها هى فقط دون الإهتمام بالآخرين، لم يستغل المخرج الخط الدرامى الجديد على السلسلة بشكل جيد وجاء أداء الممثلين سطحيا كما هى العادة فى هذه النوعية من الأفلام التى تعتمد بشكل رئيسى على ممثلين مغمورين غالبا لا نراهم مرة اخرى إلا فى افلام تلفزيونية.
نهاية الفيلم مثلت فجوة كبيرة فى بناء الأحداث فى اجزاء السلسلة بالكامل، ففى الوقت الذى نكتشف فيه أن احداث الجزء الخامس سابقه لإحداث الجزء الأول، وفى كل من الأجزاء السابقة ومن خلال بحث الأبطال فى كيفية الهروب من مصيريهم المحتوم يكتشفون الحادثة التى سبقتهم، بالطبع لم تذكر حادثه الكوبرى المعلق فى أى من الأجزاء السابقه، كما أن الإشارة إلى أن الموت من الممكن خداعة ونجاح هذه الفكرة لم تطرح فى ايا من الاجزاء السابقه على الرغم من تركيز الأجزاء السابقة على إظهار الحوادث فى الأجزاء التى تليها، فقط فريق العمل بالفيلم قدم نهاية مثيرة ليختم بها الجزء الخامس دون النظر إلى ما تحدثه من تاثير فى سير الحداث بالسلسلة ككل، يبقى فقط الممثل والمنتج والكاتب ديفيد كوشينر وهو الذى قام بدور دينيس مدير المجموعة بالعمل، والذى أضاف لشخصيته بعدا كوميديا على الرغم من طبيعة الفيلم التى تصنف على انها اثارة ورعب، ونجح فى سرقة الضحكات او الإبتسامة على اقل تقدير حتى فى مشهد موته.