السبت، 15 أكتوبر 2011

المسافر


المســــافر
ثلاثة أيام.. مدة قصيره قد لا تكون مؤثره فى حياه شخص يمتد عمرة لستين أو سبعين عاما خاصة لو كانت منفصله يفصل بين كل منهم سنوات تتخطى العشرين بقليل، لكن هذه المدة القصيره مؤثره بشكل كبير فى حياه "حسن" بطل فيلم المسافر.. ثلاقة ايام فاصله فى سير مجريات حياته ولا نبالغ عندما نقول انهم الايام الثلاثه الأهم فى حياته وفى حياة الأمه العربية ككل يوم من عام 1948، ويوم فى خريف عام 1973، ويوم فى عام 2001.
الفيلم بالكامل يعتمد على الرمزيه فى كل شئ ويربط قصة حياة البطل بالحداث التى مرت بها مصر والوطن العربى، شخصية البطل الذى يعمل فى مصلحة البريد التى تبحث عن مغامرة لكنه دائما وابدا خائف، ومتردد وهما ما يجعلانه يسير بجانب الحائط طلبا للأمان.. اليوم الأول أحداثه عل الرغم من كونها تنسج خطوط قصة حب ثلاثيه بين رجلين وفتاه فى جو اسطورى خارج عن كل ما هو مالوف وواقعى، صدفة تجمع حسن بحلم على سطح سفينه يساعده قبطانها فى العثور عليه.. الحلم هو نورا  الفتاه التى وقع فى هواها والتى عندما يعثر عليها القبطان يتردد حسن وينسحب لكن نورا تلحق به لتبدا قصة حب تنتهى بعلاقه على سطح المركب لا يمكن وصفها انها علاقة جنسيه برضى الطرفين وفى نفس الوقت لا يمكن وصفها على انها إغتصاب، العلاقة هنا تعبر عن شخصيه حسن فعلى الرغم من خوفه وتردده لكنه مندفع قد يرجع ذلك إلى كونه شاب فى مقتبل حياته، اليوم الول يعيد إلى الأذهان حرب 48 والتى خاضتها جيوش العرب مجتمعه ضد الكيان الصهيونى والتى انتهت بإحتلال فلسطين وهزيمة الجيوش العربية، حسن يخسر نورا ويسير اطراف المثلث كل منهم فى إتجاه.
اليوم الثانى فى خريف 1973 يكتشف حسن أن هناك شاب وشابه، الأخيره تشبة حب عمره، والتى قابلها على السفينه قبل 25 عاما، يعرف حسن انها ابنتها ويتاكد فى نهاية اليوم انها ابنته والتى لجاءت اليه بعد وفاه أخاها التؤام أثناء قيامه بأحدى مغامراته التى أودته قتيلا، ولم يعد لها فى الدنيا بعد وفاته وامها غير حسن، الجزء الثانى من الفيلم مرتبط بشكل وثيق مع حرب أكتوبر والنصر وعودة جزء كبير من أراضى سيناء التى تم إحتلالها بعد حرب الأيام الست، حسن فى هذا الجزء لم يلتئم جرحة وبدا وحيدا فى اول مشاهد اليوم عند لقاءه بإبنته المزعومة، لكنه اكثر نضجا ومازال يحمل الخوف القديم للدرجة التى جعلته يجفل من التعرف على جثه أبنه المزعوم فى المشرحة، التحول فى الشخصيه دعمه المخرج احمد ماهر بتغير فى شكل الشخصيه مضفيا عليها ملامح رجوليه متمثله فى شنب كثيف، وتغير فى تسريحة الشعر، هذا التغير يدعم التحول فى الشخصيه حسن فى هذا الجزء قادر على إتخاذ القرار.. خالد النبوى أيضا حاول خلق رابطا بين اليوم الثانى والثالث فى حياة الشخصيه حسن، والتى سيؤديها عمر الشريف فى الجزءء الثالث.
قد يبدو اداء خالد النبوى غير مقنع ويبدو لبعض المشاهدين يحاول تقليد عمر الشريف خاصة ان أداء عمر الشريف فى الجزء الأخير جاء خارجا عن المالوف ونجح فى أن يجسد حسن عجوزا ووحيدا، لكن معرفة أن خالد النبوى قام بتصوير دوره قبل أن يصور عمر الشريف الجزء الخير من الفيلم يشفع له هذا الداء ويضعة فى إطار اجتهاد شخصى من خالد ليقرب للمشاهد شخصية حسن عجوزا، الفجوة حدثت بين أداء خالد وعمر لكن سواء كان هذا الأداء مقصودا أو غير مقصود، لكنه يخدم الفيلم لان الفاصل الزمنى بين "حسن" خالد النبوى، و"حسن" عمر الشريف 28 عاما، وهى عمر أخر يظهر من خلاله حفيدا لحسن، الجزء الثالث تتضح فيه الصورة كاملة ويرصد على خلفيه قصة حسن التغيرات فى المجتمع المصرى وظهور السلبيات من عشوائيات وتفسخ فى العلاقات، كل هذا يبدو واضحا خلال محاولات الحفيد المزعوم لحسن الذى يقوم بدوره شريف رمزى ومحاولة تقربه من الجد الدائم النسيان والذى تبدو الأحداث مختلطه داخل ذهنه لا يعرف أيا من الأحداث قام به فعلا، وايا منها ذكريات آخريين، حسن فى هذا الجزء تحول غلى مايشبه الذاكرة الجمعيه للعرب جميعا، يحمل الضعف الذى تحملة الأمة كلها والتى ايضا نسيت مع مرور الوفت أمجادها وما صنعته الأمة ككل فى فترة قصيره، العلاقة بين الجد والحفيد المزعوم تبدو وكأن العرب يحاولون جمع الشتات بعد تفجيرات الحادى عشر من سبتمبر فى نفس العام الذى تمر به احداث اليوم الأخير، العلاقة متوتره وتنتهى كما بدأت بالشكل الذى يجعلها لن تحل ابدا، التطور الأخير فى شخصيه حسن يأتى حاملا معه الأمل، ومشهد سقوطة من كوبرى امبابه فى النيل والذى قد يبدو وكان حسن قد مات ومات معة الأمل، لكن حديث حسن مع نفسة أثناء السقوط، والذى يذكر إلى حد كبير بمشهد السقوط فى فيلم المخرج الإيطالى فيلينى "8½" لكن حسن بعد هذا السقوط يخرج أكثر جراءه وقرر نبذ خوفه، ضعيف يحتاج إلى الدفء (البطانية التى يتدثر بها) ويحتاج إلى الجنس والذريه الذان سيؤمنان له الخلود (السيدة المشغولة بحمل وإرضاع ابنها الصغير وابنها الأكبر يطعمها)، والقوة بعد وصوله لمرحلة الضعف والى يدل بشكل مؤكد ان الأمة العربية فى وقت ما ستتعافى وسيلتئم الجرح خاصة ان العناصر والعوامل المؤديه للصحوة موجوده تحتاج فقط لمن يضعها فى سلة واحدة.

السبت، 1 أكتوبر 2011

Final Destination


المصير القاتل
"لا هرب من الموت" شعار رفعة الجزء الخامس من فيلم "Final Destination" والذى بدا الموت من خلاله فصلا جديدا من الصراع مع مجموعة من الشباب بعد هربهم من قبضته ورفض كل محاولات خداعة، الفيلم بدأ البداية التقليدية التى سبق تقديمها فى الأربعة أجزاء الماضية بداية من عام 2000، وحتى عام 2009 والذى عُرض بتقنية الـ "3D"، الإختلاف فقط فى نوعية الحادثة والأبطال.
حادث الجزء الخامس يقع فوق أحد الكبارى المعلقة  والتى تجرى بها إصلاحات ويؤدى إشتداد الرياح إلى كارثه محققة تتلخص فى إنهيار جزء كبير من الكوبرى.. عدد الهاربين من قبضة الموت هذه المرة ثمانية والسبب للمرة الخامسة حلم يراه سام أثناء سفره مع مجموعة من زملائه فى العمل إلى معسكر تدربيى بصحبة مديرهم، بالطبع الحلم يوضح طريقة موت كل فرد من المجموعة بإستثناء شخصية واحدة هى مولى حبيبة سام صاحب الحلم، والذى انتهت رؤياه بموته ولم يتحدد مصير مولى حبيبته وصديقتهم الثامنة والتى نجح سام فى أن يجعلها تعبر للجانب الآمن من الكوبرى، بالطبع استغل مخرج الفيلم ستيفن تقنية الـ "3D" أحسن إستغلال فى مشهد الكارثة عارضا حادثه موت كل شخص من مجموعة السبعة والتى تنوعت ما بين السقوط على صارى يخت يمر تحت الكوبرى، والموت غرقا مع الاوتوبيس الذى كانت تستقله المجموعة، وحرقا بالقطران المغلى بعد إنقلاب السيارة التى تحملة، وعدد أخر من الحوادث تعمد المخرج أن تُفزع المشاهد ولكن بشكل أقل دموية من الأجزاء الثانى وحتى الرابع.
بالطبع يصحو سام من غفوته حاملا الإحساس اليقينى الذى يصيب كل ابطال السلسلة بضرورة مغادرة الأتوبيس إلى مكان آمن، بالفعل يهرب الثمانية من مصيرهم إلى جزء غير منهار من الكوبرى يقودهم إليه سام، الذى وبعد نجاته من الحادث واجهة إتهام من المحقق جيم بإخفاءه معلومات او ربما أنه المتسبب فى الحادث بشكل أو بأخر .. لكن تقرير المعلم الجنائى يأتى حاملا ان الرياح هى السبب والإصلاحات على الكوبرى اضعفته، ليخرج سام وأصدقائه من قسم الشرطة مواجهين الموت دون أن يعلموا أكثر من انهم ناجون ولا يعلمون ما يحضره الموت لقبض أرواحهم التى هربت من قبضته فى الحادث، أول ما صمم لها الموت حادثه وفاتها هى كانديس حبيبة بيتر صديق سام المقرب، وبالطبع هما من مجموعة السبعة، والتى اظهر الفيلم تفاصيلها بكل عناصرها للدرجة التى تجعلنا نعتقد أنه هناك اكثر من سيناريو لموتها فى حال فشل أيهما بالشكل الذى يجعلنا نتسأل من أين يأتى الموت؟ ، لكن فى نهاية المشهد وبعد التشويق تموت كانديس بطريقة بشعة فى صالة الجمباز التى تتدرب بها بسيناريو واحد فقط صممه الموت بعناية ضاربا عرض الحائط كل توقعات من يشاهد الفيلم.
حتى هذه اللحظة أحداث الفيلم تحمل نوعا من الرتابة ناتج من تكرار نفس الأحداث فى الأجزاء السابقة، الأختلاف فقط فى الأحداث والأبطال، فالمتابع الجيد للسلسلة يعلم جيدا أن كانديس ستموت بشكل او بأخر فهى رقم (1) فى لستة الموت ولا تملك اى رصيد للنجاة مرة اخرى نظرا لان زملائها لا يعلمون ما ينتظرهم من مصير، فقط وحدة المشاهد يعرف ... وهو المصاب بالملل من التكرار، الفارق الرئيسى فى هذا الفيلم عما سبقة هو إستغلال موت كانديس فى إضافة خط درامى جديد للفيلم هو تاثر بيتر بموتها وحمل نفسة مسئولية موتها، تطور هذا الخط بعد إكتشاف  مع إستمرار حوادث موت افراد مجموعة السبعة حتى يكشف الطبيب الشرعى الذى يلاحظ بيتر تواجده فى كل مكان يموت فيه أحد أصدقائه أنهم لم يكن من المفترض لهم الحياة وانهم خدعوا الموت الذى يطاردهم طالبا اروحهم لكن من الممكن أن ينقذوا انفسهم من الموت لو قتلوا أشخاصا آخريين لم يكن من المفترض أن يموتوا حتى يمكنهم الإستمتاع بما تبقى من حياتهم.
تنجح الفكرة عندما يطبقها ناثان أحد الناجيين من حادث الكوبرى وينجح فى خداع الموت فعلا عندما ينجح فى قتل احد العاملين معه فى المصنع بدلا منه، ليتفادة الموت ويذهب للتالى فى القائمة، لتتأكد صحة النظرية.. فى نفس الوقت تزداد كآبه بيتر ومع تأكده التام انه من الممكن ان يخدع الموت ويعيش يقرر قتل مولى صديقة بيتر بعد أن يخبره أنه أنقذها فى حلمه فيزداد حقد بيتر ويقرر أن يقتلها لانها حسب رايه السبب فى موت كانديس وأن سام سعى لإنقاذها هى فقط دون الإهتمام بالآخرين، لم يستغل المخرج الخط الدرامى الجديد على السلسلة بشكل جيد وجاء أداء الممثلين سطحيا كما هى العادة فى هذه النوعية من الأفلام التى تعتمد بشكل رئيسى على ممثلين مغمورين غالبا لا نراهم مرة اخرى إلا فى افلام تلفزيونية.
نهاية الفيلم مثلت فجوة كبيرة فى بناء الأحداث فى اجزاء السلسلة بالكامل، ففى الوقت الذى نكتشف فيه أن احداث الجزء الخامس سابقه لإحداث الجزء الأول، وفى كل من الأجزاء السابقة ومن خلال بحث الأبطال فى كيفية الهروب من مصيريهم المحتوم يكتشفون الحادثة التى سبقتهم، بالطبع لم تذكر حادثه الكوبرى المعلق فى أى من الأجزاء السابقه، كما أن الإشارة إلى أن الموت من الممكن خداعة ونجاح هذه الفكرة لم تطرح فى ايا من الاجزاء السابقه على الرغم من تركيز الأجزاء السابقة على إظهار الحوادث فى الأجزاء التى تليها، فقط فريق العمل بالفيلم قدم نهاية مثيرة ليختم بها الجزء الخامس دون النظر إلى ما تحدثه من تاثير فى سير الحداث بالسلسلة ككل، يبقى فقط الممثل والمنتج والكاتب ديفيد كوشينر وهو الذى قام بدور دينيس مدير المجموعة بالعمل، والذى أضاف لشخصيته بعدا كوميديا على الرغم من طبيعة الفيلم التى تصنف على انها اثارة ورعب، ونجح فى سرقة الضحكات او الإبتسامة على اقل تقدير حتى فى مشهد موته.