الجمعة، 8 مارس 2013

30 فبراير



سامح حسين يتحدى نحس شرارة

أن يتزامن ميلادك مع حدث كونى مهم مثل كسوف الشمس ربما يكون ذلك ذكرى سعيدة تحملها معك فى كل احتفال بيوم ميلادك، لكن يصبح الحدث الكونى السبب فى نحسك الدائم فهو الجحيم بعينه، الحالة الثانية هى قصة حياة نادر(سامح حسين)بطل فيلم "30 فبراير" الذى تفوق نحسه على نحس شراره (شخصية شهيره قدمها الراحل محمد عوض من خلال مسلسل "برج الحظ" عام 1978)، نادر يعلم هذه الحقيقة وكل تعاملاته فى حياته انطلاقا من انه كارثة محققه لكل من حوله، فالحب والنجاح فى عمله احلام يقظة بالنسبة له بسبب وضعه، إلى أن تجمعه الصدفه بنور (أيتن عامر) والتى تعمل مراسله لاحدى القنوات التليفزيونية ويلازمها سوء الحظ ايضا.
مع اغفال حقيقة أن الكسوف الكلى للشمس عام 1980 حدث تحديدا فى 16 فبراير وليس 29 كما يفترض مؤلف الفيلم، لكن اتفاق "الجنتلمان" بين المشاهد وصانعى العمل يسمح بالتغاضى عن هذه الحقيقة شرط أن يستمتع المشاهد، وهو ما نجح المؤلف فى تنفيذه بشكل ناجح بعيدا عن الكوميديا المعتمدة على الافيهات بكل انواعها خاصة الجنسية منها، التى اصبحت هى السمة المسيطرة على السينما المصرية حاليا، خاصة فى موسمى عيد الفطر، والاضحى اللذان يجذبان جمهور مختلف للدرجة التى تتغير معاها نوعيه ما يقدم من افلام، لتختفى افلام العائله المناسبة جدا لمثل هذه المواسم والتى ينتمى لها فيلم "30 فبراير،المؤلف هنا لم يدعى انه يناقش قضية كبرى، او حتى تناول حدث مهم بشكل سطحى جلبا للضحك، فقط اعتمد على عدم التكلف فى صنع الكوميديا الاتيه من كم المفارقات بين الشخصيات فى الفيلم كعلاقة نادر بابنه اخته الصغيره والتى تعد من المرات القليلة التى يظهر فيها طفلا طبيعيا بفيلم سينمائى فى الفترة الاخيرة فلم يحمل حوارها كلمات او جمل اكبر من سنها أو حتى إفيهات جنسية وهى نقطة اخرى تحسب للمؤلف، كذلك النحس الملازم لشخصيتى الفيلم الرئيسيتين نادر ونور والذى كان السبب فى لقائهما خلق مواقف كوميديه ظهرت أيضا فى تفاعلات الشخصيات الاخرى فى الفيلم مع بطلى الفيلم،وهو ما اتاح للمؤلف مساحة واسعة يعمل حلالها بعيد تماما عن الافيهات.
المخرج نجح ايضا ان يقود الفيلم بعيدا عن كوميديا "الكاركترات" الموجودة فى على سبيل المثال فى افلام محمد سعد، واحمد مكى، خاصة وان سامح حسين كان اسير شخيصة "رمزى" التى قدمها من خلال السيت كوم "راجل وست ستات" والتى استمرت بشكل او باخر فى اعماله التاليه والمتزامنه مع السيت كوم، والتى تخلص منها سامح تماما وقدم شخصية نادر المنحوس فقط كما رسمها المؤلف ونفذها المخرج، فظهر بشكل مختلف على العكس من آيتن عامر التى جاء ادائها باهتا لاقصى درجه لم يحمل اى تميز، حتى المشاهد التى من المفترض ان تحمل جانبا فكاهيا ادتها بتكلف شديد، مشهد انهيار منزل اثناء تغطيتها للحدث مثلا على ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق