Oscar 2013
عك الأوسكار
كل الطرق تؤدى إلى جوائز الأوسكار، بدءا من ترشيحات روابط النقاد،
والممثلين، والمخرجين الأمريكيين، حتى ترشيحات اعضاء الصحافه الأجنبية
المانحين لجوائز الجولدن جلوب، وجميعهم دائما ما يمثلون مؤشرا لسير ترشيحات
جوائز الأوسكار خاصة وأن عدد كبير من أعضاء اكاديمية علوم وفنون السينما
المانحة للأوسكار اعضاء فى رابطتى الممثلين والمخرجين.
وبالتالى لا يختلف ما توصلوا اليه خلال تصويتهم لتحديد اى الاعمال التى
تستحق جوائز روابطهم كثيرا عن تصويتهم للأعمال المرشحه لنيل جوائز
الأوسكار، لكن المشكلة أن تخرج نتائج قائمة الترشيحات مبتعده تماما عما
اتفق عليه الجميع متجاهلة العديد من الأفلام الهامة التى تتطابق فى مضمونها
مع شروط وقواعد جائزة الأوسكار الصارمه، ليتم إفساح المجال لأعمال أخرى لا
تحقق ربع الشروط المطلوب توافرها فى اى عمل لنيل الجائزة.
ربما يكون تحويل تصويت أعضاء الأكاديمية للمرة الأولى إلى النظام
الإليكترونى وعبر الإنترنت سببا فى غياب العديد من أصوات الأعضاء الكبار
الذين يحافظون على قواعد معينه يجب توافرها لنيل الترشيح فما بالك بالفوز
بالجائزة، خاصة وأن الترشيح فقط وليس الفوز يضمن للمرشح عضوية الأكاديمية
مدى الحياة وأن يكون له صوت يحدد أي من الاعمال سيفوز وايها سيكون خارج
دائرة الترشيحات، وربما يكون من الصادم ترشيح فيلم خفيف وكوميدى "Silver
Linings Playbook" ليكون واحدا من تسع أفلام مرشحة لنيل جائزة افضل فيلم
لعام 2012، فى حين أن أعضاء الأكاديمية رفضوا منح الجائزة لفيلمى"Saving
Private Rayan"، و"The Thin Redline" رغم إستحقاق أحدهما مقارنه بالأفلام
المنافسة عام 1999، لمجرد خلو الفيلمين من العنصر النسائى فى خطهم الدرامى
وهو ما اعتبره الأعضاء عيبا فى الفيلمين يجعلهم غير مستحقى الجائزة
والتكريم، فلماذ منح الشرف لفيلم "Silver Linings Playbook"وهو الفيلم
الكوميدى الرومانسى ليتساوى برادلى كوبر مع الممثل الكبير جاك نيكلسون
عندما حاز الجائزة عن دوره فى فيلم "As Good as It Gets" عام 1998 وهى من
المرات القليلة التى يتم من خلالها ترشيح فيلم رومانسى كوميدى لنيل
الجائزة، وحاز عليها نيكلسون لإداءه الغير تقليدى فى الفيلم وعلى الرغم من
ذلك ذهبت جائزة افضل فيلم لـ "Titanic" على الرغم من ضعف الخط الدرامى فى
الفيلم إذا ما قورن بفيلم "As Good as It Gets"، وعلى الرغم أيضا أن شارلى
شابلن لم ينل ما يستحقة من تكريم بدعوى طرحه الساخر للقضايا فى افلامة،
فلماذا بعد كل هذه السنوات يتخلى أعضاء الأكاديمية عن قواعدهم الصارمة
لصالح فيلم "Silver Linings Playbook" وأبطالة برادلى كوبر، وجينفر لورانس،
وروبرت دى نيرو والترشح لنيل معظم جوائز الفئات الكبرى فى الجائزة من افضل
فيلم، وافضل ممثل، وافضل ممثلة، وافضل ممثل مساعد.
الأبعاد السياسية والتوازنات أصبحت هى السمة الأساسية للترشيح لنيل الجوائز
العريقة ففى الوقت الذى تم منح الأسمر دينزل واشنطن الجائزة عام 2002 عن
فيلم "Training Day" وضياع جائزة أفضل ممثل من راسل كرو وهو يستحقها عن
دوره فى فيلم "A Beautiful Mind"والسمراء هال بيرى عن دورها فى فيلم
"Monster's Ball" وفشل نيكول كيدمان فى الحصول على الجائزة عن فيلم "Moulin
Rouge!"لا لشى الا دعم الوحده المجتمعية فى الولايات المتحده بعد أحداث 11
سبتمبر، يجعل من الطبيعى جدا أن نرى أفلام مصنوعة لأغراض سياسية هادفة
لدعم الإدارة الأمريكية السابقة والحالية فى صراعاتها السياسية مثل "Argo"،
و"Zero Dark Thirty" مرشحين لنيل جوائز هامة على حساب أفلام تحمل رؤية
فنية أهم مثل فيلم "Hitchcock" ليغيب على اعضاء الأكاديمية تكريم أسم هام
فى تاريخ السينما مثل هيتشكوك، وتكريم مستحق لسير انتونى هوبكنز بطل
الفيلم، ولكن لما العجب إذا كانت جوائز البافتا البريطانية نفسها لم تكرم
الفيلم أو بطلة أو المخرج الذى يحمل الفيلم اسمة وهم بريطانيين بينما كرمت
عددا ضخما من الأمريكيين، واشتركت مع أعضاء الأكاديمية فى تكريم يرونه
مستحق لسلسلة أفلام عميل المخابرات البريطانيه جيمس بوند، التى استمر عرضها
لخمسين عاما، ليغيب التكريم عن مخرج كبير وصاحب مدرسة مهمة فى السينما مثل
هيتشكوك حيا وميتا لصالح جواسيس السينما الأعلى تحقيقا للإيرادات.
بالأضافه طبعا إلى ترشيح غير مستحق للمرة الثانية للممثل متوسط الأمكانيات
دينزل واشنطن لنيل جائزة أفضل ممثل عن فيلم "Flight"، وغياب الأجدر منه
جيمى فوكس عن دورة فى فيلم تارنتينو "Django Unchained"، وانتونى هوبكنز عن
"Hitchcock"، وزياده فى "العك" المتعمد من اعضاء الأكاديمية تغيب هيلين
ميرين بدورها فى فيلم "Hitchcock"عن جائزة أفضل ممثلة مساعده، وكذلك
ليوناردو دى كابريو عن جائزة أفضل ممثل مساعد وترشيح النمساوى كريستوفر
والتز لنفس الجائزة عن فيلم "Django Unchained" على الرغم من أن ليوناردو
صاحب الأداء الأقوى فى الفيلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق