الاثنين، 11 مارس 2013

Cloud Atlas

 المكياج ليس كل شئ

حلقة وسلسلة ممتده من الأفعال التى تحدد من أنت، وكيف تواجه الحياة وما تلقيه عليك من أسئلة يومية تطالبك بإتخاذ قرار ربما يحدد مسار مختلف فى حياتك، هل تختلف أفعالك وإجاباتك لو كنت فى زمن مختلف؟ “Cloud Atlas” فيلم يصنع رؤيته ويقدمها لك لتقرر إجابتك عن هذه الأسئلة من خلال تتبع حياة مجموعة مختارة من الأشخاص فى أزمنه مختلفة يختلف شكلهم قليلا ويحملون أسماء وخبرات مختلفة، البعض يعيش فى الماضى أو المستقبل القريب أو البعيد على الأرض وخارجها، صانعا علامة إستفهام ضخمة من خلال تنقله خلال كل هذه الأزمنه التى يستطيع المشاهد وضعها بسهولة أمام النمط الذى يعيش به البشر حياتهم متسائلا عن النهاية.
الثورة على نمط الحياة الإستهلاكى هى الفكرة الأهم التى يطرحها الفيلم، وتستطيع تمييز هذه الروح العدائية ضد تجار البشر التى تظهر بوضوح من خلال نسيج الفيلم فهم تجار رقيق الماضى والمستقبل، وتجار الموارد التى تتحكم فى البشر، وهم السبب فى دمار الكوكب حسب رؤية الفيلم فى المستقبل، هذه الروح ترجمها سيناريو الفيلم من خلال بناء قد يتسبب فى إثارة حيرة المشاهد حيال ما يريده صناع الفيلم خاصة فى النصف الأول من الفيلم الذى تتوالى مشاهده من خلال سرد متوازى للقصص الصغيره المكونه للصورة الكبرى التى يمتد زمنها لمئات السنوات، تختلف فيما يتصارع عليه الأبطال ويتفقون فى طبيعته، حيث الطمع وحده هو المحرك لهذه الأحداث، لتخرج الشخصيات من صفحات السيناريو لتترجم هذه الأفعال لخدمة الخط العام الخفى داخل أحداث الفيلم وهو ما قدي يصيب المتابع بالملل فى نصف الفيلم الأول بسبب غياب رؤية واضحة عن هذه الشخصيات وأفعالها خاصة وأنهم أبطال هذه القصص، لكن المكياج والديكور يلعبان دورا أساسيا فى تفصيل القصص وأزمنتها حتى وإن اتفق كل بطل من أبطالها فى طبيعة شخصيته وطريقة تفاعله فى كل فصل من فصولها.
تصاعد الأحداث فى الأزمنه المختلفة يستحق التأمل لأنه يسير بنهج منظم حاول الأخوان وتشاوسكى كاتبىَ السيناريو ومخرجىَ الفيلم أن يحافظوا على حالة التساؤل حول المغزى لفترة طويلة من الفيلم، ثم تطعيم الحوار بالدلائل بدفعات صغيرة خلال النصف الثانى حتى نصل للنهاية التى نرى من خلالها كوكب الأرض نقطة لامعة مرتعشة فى السماء، المكياج فى الفيلم عنصر وعامل أساسى فى تفسير منطقية وسير الأحداث لكنه هو نفسه غير منطقى ومبالغ فيه، هو دائما المفتاح وخط الدفاع ضد اختلاط الشخصيات وأزمنتها، لكنه زائد عن الحد المطلوب حيث بالغ صناع الفيلم فى استخدامه حتى أصبح عائق وحمل أكبر على الممثل يمنعه من استخدام أدواته بالشكل الذى يمتع المشاهد الذى قرر مشاهدة فيلم يضم كل هذا الكم من النجوم، والذى يحمل كل منهم وحده فى أحيان كثيرة مسئولية فيلم كامل وحده.
تواجد العديد من الجنسيات فى الفيلم جعله وكأنه برج بابل والقضية محل النقاش تهم العالم كله، فمن الولايات المتحدة ياتى توم هانكس وهال بيرى وسوزان سارندون، ومن أستراليا هوجو ويفنج، ومن بريطانيا هيو جرانت وبين ويشو وجيم ستارجس وجيم برودبنت، والكورية الجنوبية دونا باى، بالإضافة إلى أصول الثنائي وتشاوسكى البولندية، وهو مالم يتم استغلاله بشكل جيد وتم إفساده بالمكياج الذى بدا وكأنه محاولة للتفوق لكنه أثر بنتيجة عكسية حيث لم أجد أي داعى للجهد المبذول لتحويل دونا باى لفتاه أرستقرطية شقراء، أو تحويلها فى قصة أخرى لعاملة مكسيكية فى مصنع، كذلك الحال مع هوجو وافينج الذى تحول لإمرأه قوية البنيان، وهال بيرى إلى خمرية تحمل ملامح أوروبيه فى قصة أخرى، ليفتح باب التساؤل حول الداعى لكل هذه المجهود لإخفاء الملامح الشخصية للأبطال باستخدام المكياج مع أنه من الأسهل الإستعانه بممثلين آخرين خاصة وأن تعابير وجه الممثلين فى بعض الأحيان دفنت تحت كل هذا الكم من المكياج.
الموسيقى التصويرية للفيلم لم تحمل أى تميز، حلت على المشاهد باهته، لا تحمل صبغة مميزة تجعلك تتذكرها بعد نهاية أى مشهد أو حتى مع نهاية الفيلم، فقط اللحن الكونى الذى يحمل الفيلم اسمة "سحابة أطلس السداسية" التى كتبتها إحدى شخصيات ليسقط رمزها على شخصيات كل القصص التى سعوا جميعا للوصول لنهاية وإنقاذ الجنس البشرى.

هناك تعليق واحد:


  1. جميل جدا ما كتبته و لا أتفق معك فقط في آخر فقرة

    هذا أروع فيلم شاهدته و الموسيقى التصويرية كانت رائعة جداً، أنا ما زلت استمع للألبوم ost و لا أمل منه نهائياً و سوف أحاول أن أتعلم عزفه على الكمان .. إنها موسيقى تقطع الأمفاس.

    ردحذف